للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحديث على ما إذا ما لم يعلم رب الشهادة، والأول على ما إذا علم جمعا بينهما، ويحرم على من عنده شهادة بحق آدمي لا يعلمها كتمها للآية فيقيمها بطلبه ولو لم يطلبها حاكم منه لما تقدم، ولا يقدح أداء الشاهد بلا طلب حاكم وبلا طلب مشهود له لم يعلم به فيه كشهادة حسبة للَّه تعالى من غير تقدم دعوى.

(و) حرم (أن يشهد إلا بما يعلمه) لقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (١) قال المفسرون: وهو يعلم ما شهد به عن بصيرة وإيقان (٢)، وقال ابن عباس: "سئل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الشهادة قال: ترى الشمس؟ قال: على مثلها فاشهد أو دع" (٣) رواه الخلال في جامعه (٤)، والمراد العلم في أصل المدرك لا في


= صاحبها، كتاب الأحكام برقم (٢٣٦٤) سنن ابن ماجة ٢/ ٧٩٢، ومالك، باب ما جاء في الشهادات، كتاب الأقضية برقم (١٤٢٦) الموطأ ص ٤٧١، وأحمد برقم (١٦٥٩٢) المسند ٥/ ٩١ - ٩٢.
(١) سورة الزخرف من الآية (٨٦).
(٢) ينظر: جامع البيان للطبري ٢٥/ ١٠٤ - ١٠٥، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٦/ ١٢٣، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ١٣٩، وفتح القدير للشوكاني ٤/ ٥٦٧.
(٣) أخرجه الحاكم، باب لا تشهد إلا على ما يضيء لك كضياء الشمس، كتاب الأحكام، المستدرك ٤/ ٩٨ - ٩٩، والبيهقي، باب التحفظ في الشهادة والعلم بها، كتاب الشهادات، السنن الكبرى ١٠/ ١٥٦، من طريق عمرو بن مالك البصري، حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول حدثنا عبيد اللَّه بن سلمة بن وهرام عن طاووس اليماني عن ابن عباس به. والحديث قال عنه الحاكم: "صحيح الإسناد"، ورده الذهبي بقوله: "واه، فعمرو بن مالك البصري قال ابن عدي كان يسرق الحديث، وابن مسمول ضعفه غير واحد". ا. هـ، وقال البيهقي: "محمد بن سليمان بن مسمول تكلم فيه الحميدي، ولم يرو من وجه يعتمد عليه". ا. هـ، وضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير ٤/ ١٩٨.
(٤) "الجامع في الفقه" للإمام، الفقيه، الحافظ، شيخ الحنابلة في عصره، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال، المتوفى سنة (٣١١ هـ)، لم يصنف في مذهب أحمد مثله، فقد جمع النصوص عن الإمام أحمد ورتبها، قدر بعشرين مجلد، ويوجد جزء منه في مخطوطات المتحف البريطاني.