للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولحاكم تغليظها بزمن كبعد العصر لقوله تعالى: {تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ} (١) قال بعض المفسرين: أي صلاة العصر (٢) , ولفعل أبي موسى (٣)، أو بين أذان وإقامة؛ لأنه وقت يرجى فيه إجابة الدعاء فترجى فيه معاجلة الكاذب بالعقوية.

والتغليظ بمكان فبمكة بين الرُّكْنِ والمقام لزيادته على غيره في الفضيلة، وبالقدس عند الصخرة لفضيلتها، وفي سنن ابن ماجة مرفوعًا: "هي من الجنة" (٤).

وببقية البلاد عند المنبر لحديث مالك والشافعي وأحمد عن جابر


(١) سورة المائدة من الآية (١٠٦).
(٢) ينظر: جامع البيان للطبري ٧/ ١٠٩، وأحكام القرآن للشافعي ٢/ ١٥٥، وزاد المسير لابن الجوزي ٢/ ٤٤٨، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/ ١٠٦، وفتح القدير للشوكاني ٢/ ٨٧.
(٣) رواه ابن جرير الطبري في جامع البيان ٧/ ١٠٩ - ١١٠، وسبق تخريجه في شروط من تقبل شهادته ص ١٠٢٧.
(٤) أخرجه ابن ماجة، باب الكمأة والعجوة، كتاب الطب برقم (٣٤٥٦) سنن ابن ماجة ٢/ ١١٤٣، وكذا أحمد برقم (٢٠١٢٧) المسند ٦/ ٥٩، من طريق عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المشمعل بن إياس المزني، قال: سمعت عمرو بن سليم المزني يقول: سمعت رافع بن عمرو المزني يقول: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "العجوة والصخرة من الجنة"، وزاد ابن ماجة "قال عبد الرحمن حفظت الصخرة من فيه". قال الشيخ محمد عبد الباقي في تعليله على سنن ابن ماجة: "في الزوائد وإسناده صحيح، رجاله ثقات". وقال الألباني في الإرواء ٨/ ٣١١: "رجاله ثقات رجال الشيخين غير المشمعل بن إياس وهو ثقة بلا خلاف ولكنه اضطرب في متنه".