للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"الغنية" (١): لا ينبغي للإمام والمأموم أن يخرجا من المسجد من غير دعاء، قال اللَّه -عز وجل-: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧)} (٢) أي: إذا فرغت من العبادة، فانصب للدعاء (٣)، وارغب فيما عند اللَّه، واطلبه منه.

وقد جاء في الحديث عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أنه قال: "إذا قام الإمام في محرابه، وتواتر الصفوف، نزلت الرحمة، فأول ذلك يصيب الإمام، ثم من عن يمينه، ثم من عن يساره، ثم تتفرق الرحمة على الجماعة، ثم نادى ملك: ربح فلان، وخسر فلان، والرابح من يرفع يده بالدعاء إلى اللَّه إذا (٤) فرغ من صلاته المكتوبة. والخاسر هو الذي خرج من المسجد بلا دعاء، فإذا خرج بلا دعاء، قالت الملائكة: يا فلان، استغنيت عن اللَّه؟


= فقيه، واعظ. ولد بجيلان -وهي بلاد متفرقة وراء طبرستان- سنة (٤٧١ هـ) وقدم بغداد شابًا. ألف كتاب "الغنية لطالب طريق الحق" وغيره. قال الذهبي: وفي الجملة الشيخ عبد القادر كبير الشأن، وعليه مآخذ في بعض أقواله ودعاويه، واللَّه الموعد، وبعض ذلك مكذوب عليه. اهـ، وقد أشار ابن رجب إلى كتاب أبي الحسن الشطنوفي المصري في "أخبار عبد القادر ومناقبه"، ووصفه بأنه لا يعتمد عليه، لكثرة ما فيه من الرواية عن المجهولين. قال: وفيه من الشطح، والطامات، والكلام الباطل ما لا يحصى، ولا يليق نسبة مثل ذلك إلى الشيخ عبد القادر -رحمه اللَّه-. اهـ، وقال ابن رجب -أيضًا-: وانتصر أهل السنة بظهور الشيخ عبد القادر. اهـ، توفي -رحمه اللَّه- سنة (٥٦١ هـ)، ينظر: "ذيل طبقات الحنابلة" (١/ ٢٩٠، ٣٠١)، و"سير أعلام النبلاء" (٢٢/ ٤٣٩، ٤٥١)، و"الأنساب" للسمعاني (٣/ ٤٦٢، ٤٦٣)، و"التصوف في ميزان البحث والتحقيق" للسندي (١/ ٥٠٩، ٥١٤).
تنبيه: قول المؤلف: "شيخنا الشيخ عبد القادر. . . " يعني أنه شيخ طريقته الصوفية الفاسدة، التي تنسب للشيخ عبد القادر -رحمه اللَّه- وهو منها بريء. لا أنه شيخه مباشرة.
(١) (٢/ ١٥١).
(٢) سورة الشرح، الآية: ٧.
(٣) في "الغنية" (انصب في الدعاء).
(٤) في الأصل (إلى) والمثبت من "الغنية".