وتفصيل القول في هذه المسألة: أن الدعاء عبادةٌ يجب فيها الإخلاص للَّه تعالى، والمتابعة للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. فمن دعا غير اللَّه، فهو مشرك كافر، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا. . .} [الجن: ١٨] إلى قوله: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا}. أما إجابة الدعاء، فإن بعض أهل العلم يرى أن الإخلاص أدبٌ فيها، كما تقدم عن ابن الجوزي وغيره. إذْ قد يستجيب اللَّه تعالى لكافرٍ أو مشرك، بسب اضطراره أو حسنة تقدمت منه، أو نحو ذلك. ينظر: "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (١/ ٣٠١)، و"اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية (٢/ ٧٠٥، ٧٠٦)، و"الجواب الكافي" لابن القيم (١٣، ١٤). (٢) أخرجه مسلم، كتاب الزكاة (٢/ ٧٥٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيها الناس، إن اللَّه طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا. . . ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يارب يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُدِيَ بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟ ". (٣) هو: الاختطاف بسرعة على غفلة. ينظر: "المصباح" (١/ ٢٤٢).