للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُسْتَقِيمٍ} (١) وأما قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (٢) فهي من اللَّه التوفيق والإرشاد (٣).

(وعافني في من عافيت) من الأسقام والبلايا (٤)، والمعافاة: أن يعافيك اللَّه من الناس، ويعافيهم منك.

(وتولني في من توليت) الولي: ضد العدو (٥). من تليت الشيء إذا اعتنيت به، [ونظرت فيه] (٦) كما ينظر الولي في مال اليتيم؛ لأن اللَّه ينظر في أمر وليه بالعناية، ويجوز أن يكون من: وليت الشيء إذا لم يكن بينك وبينه واسطة، بمعنى أن الولي يقطع الوسائط بينه وبين اللَّه تعالى حتى يصير في مقام المراقبة (٧) والمشاهدة (٨)، وذلك مقام الإحسان (٩).

(وبارك لي) البركة: الزيادة أو حلول الخير الإلهي في الشيء (١٠) (فيما


(١) سورة الشورى، الآية: ٥٢.
(٢) سورة القصص، الآية: ٣٦.
(٣) ينظر: "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٨٣٥، ٨٣٦). وقوله: "الإرشاد" هو بمعنى الدلالة. فاستبداله بكلمة "الإلهام" هو الصواب. قال في "تاج العروس": (٢٨/ ٥٠١): الدليل: ما يستدل به، وأيضًا: الدَّالُّ، وقيل: هو المرشد، وما به الإرشاد. . . اهـ
(٤) "المطلع" (ص ٩٤).
(٥) "الصحاح" للجوهري: (٦/ ٢٥٢٩).
(٦) ما بين المعقوفين سقط من الأصل، ومن "شرح منتهى الإرادات" (١/ ٢٢٧)، وأثبتها من أصل "شرح منتهى الإرادات": "معونة أولي النهى شرح المنتهى" (٢/ ٢٤).
(٧) المراقبة: استدامة علم العبد باطلاع الرب عليه في جميع أحواله. قاله الجرجاني في "التعريفات" (ص ٢٢٣)، وينظر: "معجم مصطلحات الصوفية" (ص ١٦٠).
(٨) المشاهدة: رؤية الحق ببصر القلب من غير شبهةٍ كأنه رآه بالعين. قاله التهانوي في "كشاف اصطلاح الفنون" (١/ ٧٤٠)، وينظر: "معجم المصطلحات الصوفية" (ص ١٦٣).
(٩) وهو: أن تعبد اللَّه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. كما ثبت ذلك في حديث عمر بن الخطاب -الطويل- أخرجه البخاري (١/ ٢٢)، ومسلم (١/ ٣٩).
(١٠) ينظر: "القاموس": (ص ١٢٠٤)، و"التوقيف" (ص ١٢٥) وفيه: هي ثوب الخير =