للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحمد، ويكون لبسه ذلك بعد تجرد ذكر من مخيط، كقميص، وسراويل، وخُفٍّ، لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم-"تجرد لإهلاله" (١) رواه الترمذي.

وسن إحرامه (عقب) صلاة (فريضة، أو) عقب صلاة (ركعتين) نفلًا، نصًا (٢)، لأنه عليه السلام "أهل في دبر صلاة" (٣) رواه النسائي (في غير وقت نهي) لتحريم النفل إذن، ويستحب أن يستقبل القبلة عند إحرامه، صح ذلك عن ابن عمر (٤).

(ونيته) أي الإحرام (شرط) لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (٥) ولأنه عمل وعبادة محضة، فافتقر إليها، كالصلاة.

(والاشتراط فيه) أي الإحرام (سُنة) لحديث ضباعة بنت الزبير حين قالت له: إني أريد الحج، وأجدني وجعة. قال: حجي واشترطي، وقولي: اللهم محلي حيث حبستني" (٦) متفق عليه. زاد النسائي في رواية إسنادها


= المنذر في الأوسط، وأبي عوانة في صحيحه بسند على شرط الصحيح. اهـ
(١) تقدم (ص ٥٢٦).
(٢) "الإنصاف" (٨/ ١٤٣).
(٣) النسائي، في مناسك الحج، باب العمل في الإهلال (٥/ ١٦٢) عن ابن عباس، وأخرجه أيضًا الترمذي، في الحج، باب ما جاء متى أحرم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣/ ١٧٣) وقال: حسن غريب لا نعرف أحدًا رواه غير عبدالسلام بن حرب. وهو الذي يستحبه أهل العلم، أن يحرم الرجل في دبر الصلاة. اهـ قال الحافظ في "التلخيص" (٢/ ٢٥٤): وفي إسناده خصيف، وهو مختلف فيه. اهـ
(٤) البخاري، في الحج، باب الإهلال مستقبل القبلة (٢/ ١٤٨) عن نافع قال: كان ابن عمر -رضي اللَّه عنه- إذا صلى بالغداة بذي الحليفة أمر براحلته، فرحلت، ثم ركب، فإذا استوت به استقبل القبلة، قائمًا، ثم يلبي، حتى يبلغ المَحْرَم، ثم يمسك، حتى إذا جاء ذا طوى بات به، حتى يصبح، فإذا صلى الغداة اغتسل، وزعم أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فعل ذلك.
(٥) تقدم تخريجه (ص ٥٣).
(٦) البخاري، في النكاح، باب الأكفاء في الدين (٦/ ١٢٣) ومسلم، في الحج (٢/ ٨٦٧، ٨٦٨) عن عائشة.