للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا، قرأ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (١) فبدأ بما بدأ اللَّه به، فبدأ بالصفا، رقى عليه، حتى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحَّد اللَّه، وكبَّر (٢)، وقال: وذكر ما تقدم، ثم دعا بين ذلك، وقال مثل هذا ثلاث مرات، لكن ليس فيه: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير" (٣) ويدعو بما أحب، لحديث أبي هريرة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لما فرغ من طوافه أتى الصفا، فعلا عليه، حتى نظر إلى البيت، ورفع يديه، فجعل يحمد اللَّه ويدعو بما شاء أن يدعو (٤). رواه مسلم.

ولا يلبي، لعدم نقله (ثم ينزل) من الصفا (ماشيًا إلى العلم الأول) وهو الميل الأخضر في ركن المسجد، فإذا صار بينه وبينه نحو ستة أذرع (فيسعى) ماش سعيًا (شديدًا إلى) العلم (الآخر) ميل أخضر بفناء المسجد، حذاء دار العباس (ثم يمشي ويرقى المروة) مكان معروف (ويقول) مستقبلًا القبلة (ما قاله على الصفا) من تكبير، وتهليل، ودعاء.

ويجب استيعاب ما بينهما، فيلصق عقبه بأصلهما في ابتدائه بكل منهما، ويلصق -أيضًا- أصابعه بما يصل إليه من كل منهما، والراكب يفعل ذلك بدابته، فمن ترك شيئًا مما بينهما، ولو دون ذراع، لم يجزه سعيه.

(ثم ينزل) من المروة (فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه، إلى الصفا، يفعله سبعًا، ويحسب ذهابه) سعية (ورجوعه) سعية، يفتتح بالصفا، ويختم بالمروة، للخبر (٥)، فإن بدأ بالمروة لم يحتسب بذلك


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٨.
(٢) مسلم، الحج (٢/ ٨٨٨) في حديث جابر وقد تقدم ذكره مرارًا مجزءًا.
(٣) لفظ: "يحيي ويميت" رواه أبو داود المناسك باب صفة حجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢/ ٤٥٩) والنسائي، في الحج، باب القول بعد ركعتي الطواف (٥/ ٢٣٥) وابن ماجه، في المناسك، باب حجة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢/ ١٠٢٣)
(٤) مسلم، الجهاد والسير (٢/ ١٤٠٧).
(٥) مسلم (٢/ ٨٨٨) عن جابر.