للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشوط، ويكثر من الدعاء، والذكر فيما بين ذلك.

قال الإمام: كان ابن مسعود إذا سعى بين الصفا والمروة قال: رب اغفر وارحم، واعف عما تعلم، وأنت الأعز الأكرم (١). وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما جُعل رمي الجمار، والسعي بين الصفا والمروة؛ لإقامة ذكر اللَّه عز وجل" (٢). قال الترمذي: حسن صحيح.

ويشترط للسعي نية، لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات" (٣)، ويشترط له موالاة، قياسًا على الطواف.

ويشترط كونه بعد طواف نسك، ولو مسنونًا، كطواف القدوم، لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- سعى بعد طواف، وقال: "خذوا عني مناسككم" (٤). فلو سعى بعد طوافه، ثم علمه بلا طهارة، أعاد، ولا يسن السعي بعد كل طواف، ويسن موالاة بين الطواف والسعي، بأن لا يفرق بينهما طويلًا، وتسن له طهارة من حدث وخبث، وسترة، ولا يسن فيه اضطباع، نصًّا (٥)، والمرأة لا ترقى الصفا ولا المروة، ولا تسعى سعيًا شديدًا، لأنها عورة.

وتسن مبادرة معتمر بالطواف والسعي، لفعله -صلى اللَّه عليه وسلم-.

(ويتحلل متمتع لا هدي معه بتقصير شعره) لأن عمرته تمت بالطواف


(١) أخرجه البيهقي، الحج، باب الخروج إلى الصفا والمروة والسعي بينهما والذكر عليهما (٥/ ٩٥) دون قوله: "واعف عما تعلم" وقال: هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود. اهـ وقد رواه مرفوعًا: رواه الطبراني في "الأوسط" وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٤٨): وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه مدلس. اهـ ورواه البيهقي (٥/ ٩٥) عن ابن عمر موقوفًا. وقد نقل ذلك عن الإمام أحمد في "الشرح الكبير" (٩/ ١٣٠).
(٢) الترمذي، في الحج، باب ما جاء كيف ترمى الجمار (٣/ ٢٣٧) وقال: حسن صحيح، ورواه -أيضًا- بنحوه أبو داود، في المناسك، باب في الرمل (٢/ ٤٤٧).
(٣) تقدم تخريجه (ص ٥٣).
(٤) تقدم (ص ٥٨١).
(٥) "الفروع" (٣/ ٥٠٥).