للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يُشرع صعود جبل الرحمة. قال شيخ الإسلام إجماعًا (١). فيرفع يديه، ويكثر الدعاء، والاستغفار، والتفرع، ويلح في الدعاء، ولا يستبطئ الاستجابة، ويكرر كل دعاء ثلاثًا، ويكثر من قول: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، ويسِّر لي أمري. لحديث: "أفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له" (٢). رواه مالك في "الموطأ".

وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: كان أكثر دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يوم عرفة: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير (٣). رواه الترمذي.

(ووقت الوقوف) بعرفة (من فجر) يوم (عرفة إلى فجر) يوم (النحر) لقول جابر: لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جمع. قال أبو الزبير: فقلت له: أقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك؟ قال: نعم (٤). فمن حصل في هذا الوقت بعرفة لحظة وهو أهل للحج، ولو مارًّا، أو نائمًا، أو جاهلًا أنها


(١) "الاختيارات" (ص ١٧٥).
(٢) الموطأ، في القرآن، باب ما جاء في الدعاء (١/ ٢١٤, ٢١٥) وفي الحج، باب جامع الحج (١/ ٤٢٢) عن طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز مرسلًا.
(٣) الترمذي، الدعوات، باب في دعاء يوم عرفة (٥/ ٥٧٢) ولفظه: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ورواه أحمد (٢/ ٢١٠) باللفظ الذي ذكره المؤلف.
قال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.
(٤) لم أقف عليه عن جابر. وروى البيهقي، كتاب الحج، باب إدراك الحد بإدراك عرفة (٥/ ١٧٤) عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: لا يفوت الحج حتى ينفجر الفجر من ليلة جمع. قلت لعطاء: أبلغك ذلك عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قال عطاء: نعم.