للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن لم يدخل البيت، فلا بأس، لحديث عائشة مرفوعًا: خرج من عندها وهو مسرور، ثم رجع، وهو كئيب. فقال: إني دخلت الكعبة، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت، ما دخلتها، إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي (١).

(وسن زيارة قبر (٢) النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وقبري صاحبيه) رضي اللَّه عنهما، لحديث الدارقطني عن ابن عمر مرفوعًا: "من حج فزار قبري بعد وفاتي، فكأنما زارني في حياتي" (٣)، وفي رواية: "من زار قبري، وجبت له شفاعتي" (٤)، وعن أبي هريرة مرفوعًا: "ما من أحد يسلم علي عند قبري إلا رد اللَّه علي روحي حتى أرد عليه السلام" (٥).

وإذا دخل مسجده -صلى اللَّه عليه وسلم- قال ما ورد لدخول غيره من المساجد،


(١) أبو داود، في المناسك، باب في دخول الكعبة (٢/ ٥٢٦) والترمذي، في الحج، باب دخول الكعبة (٣/ ٢١٤) وابن ماجه، في الحج، باب دخول الكعبة (٢/ ١٠١٨) قال الترمذي: حسن صحيح. اهـ
(٢) يعني أن زيارة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تأتي تبعًا لزيارة مسجده -صلى اللَّه عليه وسلم- لا قصدًا. ينظر: "الإخنائية" لشيخ الإسلام (ص ٢٥١) حيث قال: ". . . من قال من العلماء: إنه يستحب زيارة قبره، ومرادهم بذلك: السفر إلى مسجده، وفي مسجده يسلم عليه ويصلى عليه ويدعى له ويثنى عليه. . ".
(٣) الدارقطني، الحج (٢/ ٢٧٨) وأخرجه أيضًا البيهقي، الحج، باب زيارة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥/ ٢٤٦) وقال: تفرد به حفص بن سليمان، وهو ضعيف. اهـ بل قال البخاري: تركوه. ينظر: "ميزان الاعتدال" (١/ ٥٥٨).
(٤) الدارقطني، الحج (٢/ ٢٧٨) وفيه موسى بن هلال العبدي. قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٤/ ٢٢٦) أنكر ما عنده حديثه عن عبد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: من زار قبري وجبت له شفاعتي. اهـ قال شيخ الإسلام في "الإخنائية" (ص ٢٥٢): وليس في الأحاديث التي رويت بلفظ زيارة قبره حديث صحيح عند أهل المعرفة. اهـ
(٥) أبو داود، في المناسك، باب زيارة القبور (٢/ ٥٣٤). احتج به أحمد وغيره. ينظر: "الصارم المنكي" (ص ٢٠٣).