للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتقدم (١)، وصلى تحية المسجد، والأولى في الروضة، ثم يستقبل وسط القبر الشريف فيسلم عليه -صلى اللَّه عليه وسلم-، مستقبلًا له، موليًا ظهره القبلة، فيقول: السلام عليك يا رسول اللَّه. كان ابن عمر لا يزيد على ذلك (٢)، وإن زاد فحسن.

قال في شرح "الإقناع" (٣): قال في "الشرح" (٤) و"شرح المنتهى" (٥) أي لمصنفه، ويقول: السلام عليك يا أيها النبي ورحمة اللَّه وبركاته، السلام عليك يا نبي اللَّه وخيرته من خلقه وعباده. أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشهد أنك بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت اللَّه حتى أتاك اليقين، صلى اللَّه عليك كثيرًا، كما يحب ربنا ويرضى، اللهم اجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدًا من النبيين والمرسلين، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (٦) وقد أتيتك مستغفرًا من ذنبي، مستشفعًا بك إلى


(١) (ص ١٦٧).
(٢) روى ابن أبي شيبة في الجنائز (٣/ ٣٤١) وعبد الرزاق، الجنائز، باب السلام على قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣/ ٥٧٦) والبيهقي، الحج، باب زيارة قبر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥/ ٢٤٥) عن نافع أن ابن عمر كان إذا قدم من سفر دخل المسجد، ثم أتى القبر، فقال: السلام عليك يا رسول اللَّه، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتاه.
(٣) (٢/ ٥١٥).
(٤) "الشرح الكبير" (٩/ ٢٧٥).
(٥) "معونة أولي النهى".
(٦) سورة النساء، الآية: ٦٤.