للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واليقين: ما أذعنت (١) النفس للتصديق به، وقطعت به بأن قطعها صحيح. قاله الموفق في مقدمة "الروضة" (٢).

وإن تيقن الحدث والطهارة معًا وجهل أسبقهما، فإن جهل حاله قبلهما تطهر. وإن علمهما فهو على ضدها، فإن كان متطهرًا فهو إذ ذاك محدث، وإن كان محدثًا فهو متطهر.

(وحُرِّم على مُحدث مس مصحف) لقوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)} (٣)، ولحديث عبد اللَّه [بن أبي بكر بن محمد] (٤) بن عمرو بن حزم عن أبيه، عن جده، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كتب إلى أهل اليمن كتابًا، وفيه: "لا يمس القرآن إلا طاهر" رواه الأثرم (٥)، والنسائي، والدارقطني (٦) متصلًا، واحتج به أحمد. ورواه مالك مرسلًا (٧).


(١) في الأصل: "أذاعنت" والتصحيح من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ٧٠).
(٢) (١/ ١٢٩).
(٣) سورة الواقعة، الآية: ٧٩.
(٤) ما بين معقوفين ليس في الأصل. وقد أضفته لتصحيح الاسم. ينظر: "تهذيب التهذيب" (٢/ ٣١٠).
(٥) هو: أحمد بن محمد بن هانئ الطائي -ويقال الكلبي- الأثرم، أبو بكر، حافظ إمام جليل القدر. قال ابن معين: أحد أبوي الأثرم جنِّي. اهـ قاله لشدة تيقظه. صحِبَ الإمام أحمد. وله كتاب "السنن" و"العلل"، توفي بعد الستين ومائتين. ينظر "طبقات الحنابلة" لابن أبي يعلى (١/ ٦٦)، و"تذكرة الحفاظ" (٢/ ٥٧٠).
(٦) هو: علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدارقطني، الحافظ الشهير شيخ الإسلام، حافظ الزمان، ولد سنة ٣٠٦ هـ. وصنَّف التصانيف الفائقة، منها "السنن" و"العلل" و"القراءات". توفي في ذي القعدة سنة ٣٨٥ هـ. ينظر: "سير أعلام النبلاء" (١٦/ ٤٤٩) و"تذكرة الحفاظ" (٣/ ٩٩١).
(٧) الأثرم -كما في "الرح الكبير" لابن أبي عمر- (٢/ ٧٢) والدارقطني في "سننه" كتاب الطهارة، باب في نهي المحدث عن مس القرآن (١/ ١٢١) عن عبد اللَّه بن أبي بكر عن أبيه قال: كان في كتاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمرو بن حزم. . . قال الدارقطني عقبه: مرسل ورواته =