للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فمعنى الأول، أنها انكشفت عن النبتة، ومعنى الثاني أنها انشقت بسببها، قال تعالى: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعا} [ق: ٤٤]، أي تنكشف عنهم فإنهم كانوا تحتها فتشق عنهم، وليس ذلك معنى (تشقق بهم) فأنت إذا قلت (تشقق بهم) فهو إما بسببهم، وأما أن تنشق وهم بها، تقول (أنشقت به الأرض)، و (انشقت عنه الأرض) فانشقت عنه إذا كان تحتها، وانشقت به إذا كان عليها، فقولك (تشقق السماء عن الغمام) معناه: أن الغمام كان داخلا في السماء، وكانت السماء تعطيه وتحجبه، كما تقول (انشقت عنه الأرض) وأما قولك (انشقت به السماء) فمعناه أن الغمام عليها وتتشقق بوجوده، كما تقول انشقت به الأرض، والمعنى - والله أعلم - أنها تشقق ممتلئة بالغمام، وذهب الزمخشري إلى أنها بمنزلتها في شققت السنام بالشفرة على ان الغمام جعل كالآلة التي يشق بها (١).

والمعنى ما ذكرته والله أعلم.

قالوا وتكون بمعنى على وجعلوا منه قوله تعالى: {من إن تأمنه بقنطار} [آل عمران: ٧٥]، بدليل قوله تعالى: {هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل} [يوسف: ٦٤]، وقول الشاعر:

أرب يبول الثعلبان برأسه.

بدليل تمامه:

لقد هان من بالت عليه الثعالب (٢).

والحق أن المعنى مختلف، فقولك (امنته به) يختلف عن قولك (امنته عليه) فقولك (لا آمنه عليك)، معناه لا آمنه أن يحيف عليك أو يهجم عليك أو يتعدى عليك وما إلى ذلك ففيه معنى الاستعلاء والتسلط والعدوان.


(١) المغني ١/ ١٠٤، وانظر الكشاف ٢/ ٤٠٦
(٢) المغني ١/ ١٤٠ - ١٠٥

<<  <  ج: ص:  >  >>