وقبل أن أنتقل إلى الأوراق التي بين يدي أقول: رمضان مدرسة الأجيال، فلا ينبغي علينا أن نودع رمضان دون أن ننتفع بدروس وعبر، فلا ننقطع عن القرآن الكريم، قال عز وجل:{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}[الفرقان:٣٠]، ونحافظ على تلاوة القرآن، وصلاة الجماعة، وقيام الليل، والتهجد، والدعاء، وصيام أيام من كل شهر، قال عز وجل:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر:٩٩]، يعني: الموت.
فيا عبد الله! احذر أن تتوانى بعد رمضان، فرمضان مدرسة الأجيال.
وأعيادنا في الإسلام لها مفاهيم، ولذلك يقولون: ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن خاف الوعيد، فالعيد أن تصل رحمك، العيد أن تعفو عمن ظلمك، العيد أن تعطي من حرمك، وأن تمسح على رءوس الأيتام.
عيدنا يأتي بعد طاعة وبعد صيام، ونبدؤه بطاعة، بتكبير الله عز وجل، وليست أعيادنا أن نهتف فيها: بالروح بالدم نفديك يا فلان! وإنما نهتف في أعيادنا: الله أكبر الله أكبر، فنكبر ربنا عز وجل.
وفرحتنا في هذا العيد ليست من الأعماق، يقول عليه الصلاة والسلام:(للصائم فرحتان: فرحة يوم فطره، وفرحة عند لقاء ربه)، فنحن نفرح، ولكنه فرح يشوبه الحزن على ما نحن فيه، وعلى ما وصل إليه حال الأمة الإسلامية من تمزق وتشرذم وضياع لمقدساتها، وانتهاك لحرماتها وأعراضها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يمكن لدينه في الأرض، إنه ولي ذلك والقادر عليه.