للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم المبيت بمنى أيام التشريق]

السؤال

ما حكم المبيت بمنى أيام التشريق؟

الجواب

هذه أيضاً من واجبات الحج، فبعد يوم النحر الذي بينا مناسكه من رمي لجمرة العقبة ومن ذبح ومن حلق ومن طواف ثم سعي، يجب على الحاج المبيت بمنى أيام التشريق، ولكن بعض أصحاب الحج السريع بعد يوم النحر يرحلون، وهذه أمور عجيبة! بل إن منهم من يذبح قبل يوم النحر، فتجدهم يذبحون في الفنادق في يوم تسعة ذي الحجة يوم عرفة وفي يوم ثمانية ذي الحجة، فمن الذي أفتاهم؟ يقولون: هناك فتوى من الشيخ الفلاني! فنقول: يا عبد الله! اتق الله؛ فالنحر لا يكون إلا في يوم النحر؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى منى من عرفة وبعد أن بات في مزدلفة ورمى الجمرة بدأ ببيان هذه المناسك، ولما سئل: يا رسول الله! إني حلقت قبل أن أذبح، وآخر: رميت قبل أن أحلق قال: (افعل ولا حرج) لكننا نبين نقطة مهمة جداً في يوم النحر وهي أنه لابد من تحصيل أمرين على الأقل حتى تتحلل تحللاً أصغر: الأولى: رمي جمرة العقبة، لابد أن تضم إليها شيئاً آخر مع الرمي، فإما أن تطوف طواف الإفاضة وبذلك تكون قد حصلت اثنين، وإما أن تذبح، يعني: تفعل هذا أو هذا حتى تتحلل التحلل الأصغر.

وأيام التشريق هي: ليلة الحادي عشر من ذي الحجة، وليلة الثاني عشر، وليلة الثالث عشر، هذه الأيام الثلاثة نسميها أيام التشريق، قال عز وجل: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة:٢٠٣] فيجب على الحاج أن يبيت في منى أو يقضي بمنى غالب الليل، بمعنى: إذا غربت شمس اليوم العاشر وأصبحنا في اليوم الحادي عشر فعلى الحاج في هذه الليلة أن يبيت في منى حتى إذا جاء اليوم الثاني عشر يكون بها، فإن قضى بمنى غالب الليل فلا بأس؛ لأنه سيرمي الجمرات بعد الزوال في أيام التشريق، ويرمي جمرة العقبة قبل الزوال في يوم النحر، والله تعالى أعلم.