للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معنى التفضيل في قوله تعالى: (وأني فضلتكم على العالمين)]

السؤال

هل التفضيل في قوله تعالى: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:٤٧] تفضيل زماني أم أبدي؟

الجواب

التفضيل في الآيات بالنسبة لبني إسرائيل يرتبط بزمانهم، يقول الله لبني إسرائيل: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:٤٧]، فهو تفضيل زماني، أي: إني فضلتكم على العالمين في زمانكم.

ثم إن الله عز وجل بعث عليهم العماليق فأذاقوهم سوء العذاب، وكان الرجل من العماليق يحمل الإسرائيلي في كم ثوبه؛ ولذلك في قصة طالوت وجالوت التي ذكرها الله في كتابه أنهم قالوا: {ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا} [البقرة:٢٤٦]، فهذا هو الذل الذي كان في بني إسرائيل.

أما رفعتهم في الأرض فهي رفعة وقتية، فبنو إسرائيل -اليهود- جيل منقلب، وسينقلب إلى قيام الساعة، فالرجل اليهودي لا يدعو غيره لاعتناق اليهودية؛ لأنهم يظنون أنفسهم أنهم شعب الله المختار، فاليهودية لا نستحقها نحن؛ ولذلك إذا مات يهودي قامت الدنيا عند اليهود؛ لأن ذلك انقراض لهذا الشعب تماماً، فالله عز وجل فضلهم على العالمين في زمانهم، أو فضلهم إن أقاموا التوراة وآمنوا بكل ما فيها، وعليه فآيات بني إسرائيل يا أخي الفاضل! لا بد أن تفهمها في إطارها الزمني.