الفائدة الرابعة: الوصية بالمرأة، يقول عليه الصلاة والسلام:(استوصوا بالنساء خيراً، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله)، فهذه وصية بالنساء، وقد كانت المرأة في الجاهلية الأولى تورث كالعقار، بل وتقتل ولا حق لها في الحياة، قال تعالى:{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[التكوير:٨ - ٩]، كانت المرأة في الجاهلية الأولى لا حقوق لها مطلقاً، فجاء الإسلام وكرمها، وأعطاها حقوقاً وواجبات، وألزم الرجل أن يتقي الله فيها، لكن الآن نلحظ قلباً للموازين، فخرجت المرأة عن وظيفتها وعن طبيعتها التي خلقها الله لأجلها، وأضعنا قول الله عز وجل:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}[الأحزاب:٣٣]، ووصفوا بقاء المرأة في بيتها رجعية! وعدم خروجها تخلف، ولا بد عليها أن تخالط الرجال، وأن تكون سواء بسواء، وتتولى المناصب القيادية، فلها أن تكون قاضية، وأن تكون مديرة، وأخيراً أن تكون مأذونة تعقد العقد في المساجد، وبعد ذلك تؤم الناس في صلاة الجمعة والجماعات، لا بد للمرأة أن تأخذ كامل الحقوق، حتى قالت إحداهن: لقد ظلم الإسلام المرأة بأن جعل لها نصف نصيب الرجل، وكان هذا في أول التشريع، أما الآن فلا بد أن نعيد النظر في ذلك النص القرآني:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}[النساء:١١]، فهذا النص ما عاد ينفع في زمننا هذا، لا بد أن تستوي فيه المرأة مع الرجل، وبإذن الله سنسمع قريباً فتوى جريئة لمجمع البحوث أيضاً تقتضي مساواة المرأة بالرجل! من يخطط لهذا المنكر العظيم؟ إن النصوص واضحة وبينة تماماً، فالقرآن والسنة لا يفترقا حتى يردا على حوض رسول الله، إن هؤلاء واهمون إذا أرادوا أن يستقوا الأحكام من القرآن مع إهدار السنة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، لأن النبي قال:(أوتيت القرآن ومثله معه)، والله قال:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر:٧].