قال:{أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}[المائدة:٣١]، لكنه بعد فوات الأوان، فقد قال عليه الصلاة والسلام:(لا تقتل نفس ظلماً)، وكل النفوس التي تُقتل بعد هذه الواقعة على الأرض على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل.
وفي القصة انظروا إلى شر البدعة السيئة، فمن ابتدع في الإسلام بدعة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
قال تعالى:{فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}[المائدة:٣١]، اختلف العلماء في ندمه، فقالوا: من النادمين على فراق أخيه، ولم يكن من النادمين على فعله.
وقال آخرون: من النادمين على أنه لم يكن كالغراب في تورية جسده؛ لأن من شروط التوبة الصحيحة أن يندم صاحبها على ما فعل، وندم ابن آدم لم يكن توبة، وإلا لِم لم يتقبّل الله منه؟ مع إيماننا أن القاتل له توبة.
لكن انظر إلى عِظم خطورة الحسد، وإلى السنة السيئة، وظلمة البصيرة، ووعظ العبد الذي أترف وأسرف على نفسه.
فهذه دروس مستفادة من قصة ابني آدم.
أسأل الله سبحانه أن يبصّرنا بالقرآن، وأن يرزقنا حب القرآن، ونور القرآن، وعطاء القرآن، وفهم القرآن.