الدليل الثالث: الاستيقاظ بعد النوم، فالنوم موت، ولكنه موت أصغر، ولذلك كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم عند استيقاظه من النوم:(الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)، فبين الحديث أن النوم موت، وقال تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}[الزمر:٤٢]، فالوفاة قسمان: وفاة بالموت، ووفاة بالنوم.
وإذا استيقظ العبد من نومه ردت إليه الروح، وإن لم تفارق الجسد، فالنوم موتة صغرى والاستيقاظ من النوم بعث، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، وإنها لجنة أبداً، أو لنار أبداً).
ويقول لقمان لولده: إن كنت لا تؤمن بالموت فلا تنم، وإن كنت لا تؤمن بالبعث فلا تستيقظ.
فالذي أيقظك من نومك هو الذي يبعثك بعد موتك.
والنوم نقص، ولله صفات الكمال، ولذلك فهو سبحانه {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة:٢٥٥]، لأن النائم يحتاج لمن يدبر أمره وهو نائم، فمثلاً أنت عندما تنام فإن نبضات قلبك تعمل ولا تتوقف، ولا يقوم على أمرها إلا القيوم الذي يقوم على أمر خلقه، فهو لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.