أريد أن تفسر لي هذه الرؤيا، حيث رأيت الرسول عليه الصلاة والسلام وطلبت منه عليه الصلاة والسلام أن يدعو لي، فقال: اللهم اهده، وفي المرة الثانية كنت في غرفة فيها طفل صغير مكفن ورائحته جميلة، وفي المرة الثالثة قلت له: ادع لي بالثبات، وفي آخر مرة كان في بيت عائشة فقلت له: ادع لي يا -رسول الله- أن ييسر الله لي زوجة صالحة، فقال اللهم زوجه، وبعد ذلك رأيت ملك الموت، فقلت له: لن تستطيع أخذ روحي، وبعد ذلك رأيت طفلاًً لم أره منذ زمن بعيد جداً فسلمت عليه وأعطيته حلوى؟
الجواب
رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام من المبشرات، يقول صلى الله عليه وسلم:(من رآني في المنام فقد رآني حقاً؛ فإن الشيطان لا يتمثل بي).
صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن رؤيا النبي عليه الصلاة والسلام في المنام من المبشرات الصالحة، وطالما أنه دعا لك بالثبات وبالزوجة الصالحة فلا شك أن هذا سيجاب، والطفل الصغير هذا ربما يكون ولدك إن شاء الله بعد الزواج الصالح.
ولكن لا بد أن تضبط المسألة، فهناك صفات للنبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تكون على دراية بها؛ حتى تعرف هل هو هو أم لا؟ ولا نأخذ التشريع من المنامات كحال أهل التصوف، فتجد أحدهم يقول لك: أنا لا أشرب الشاي، فإذا قلت له: لماذا؟ قال لك: لقد جاءني النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي: لا تشرب الشاي.
فهل الرسول صلى الله عليه وسلم سيمنعه من شرب الشاي؟! وقد قال علماؤنا: إن أتى النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد في النوم وقال له: رمضان غداً، فلا يصم حتى يرى الهلال؛ لأنه جاء في اليقظة وقال:(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، فيستحيل أن يأمر في المنام بما أمر بخلافه في اليقظة، فالتشريع لا يؤخذ من المنامات، فلا تأخذ حكماً شرعياًَ من المنام أبداً، وإنما هي رؤيا صالحة، (ولم يبق من النبوة إلا المبشرات، الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له)، والله تعالى أعلم.