[حكم خطبة المتبرجة، وحكم الموسيقى والغناء في الخطبة]
السؤال
ذهبت مع ابني لخطبة فتاة اختارها ابني بنفسه، فوجدتها متبرجة جداً، فقال لي ابني: إنها سوف تلتزم بالحجاب بعد البناء، وسوف تتم الخطبة في أحد النوادي تحت أنغام الموسيقى، فما حكم ذلك؟
الجواب
أولاً: هذا كلام لابد أن يكون واضحاً، فلا أحد يقول: سآخذ المتبرجة وبعد ذلك ستلتزم، قال صلى الله عليه وسلم:(فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ولم يقل: فاظفر بمن ستكون ذات دين، يعني: تكون عند طلبها ذات دين في أول الأمر، فلا تقل: سآخذ المتبرجة وتلتزم بعد البناء، فربما أنت تنحرف بعد البناء، ولا ندري أيكم سيكون مؤثراً في صاحبه هي أم أنت، فاتق الله يا عبد الله! واترك المتبرجة ولا تقبل على خطبتها أبداً، وأنت أيها الأب الكريم الفاضل العزيز! انصح ولدك بالابتعاد عن هذه الفتاة؛ لأنها ليست ذات دين.
ثانياً: هل يليق بك أن تبدأ حياتك الزوجية بموسيقى وبغناء وبطرب وبفرقة؟ هذا كله باطل يا عبد الله! وليس من دين الله رب العالمين في شيء، أسأل الله لك الهداية، فإن قال: أنا أتيت بفرقة إسلامية، فأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، وبعد قليل سيقولون: الرقص الإسلامي، والسينما الإسلامية، والمسرح الإسلامي، وواحد جوارنا كاتب على دكانه: البقالة الإسلامية، فقلت له: هل جبنتك تصلي، والجبنة الأخرى لا تصلي؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون، فما دخل الإسلام في الجبنة والخبز؟ فهذا الكلام فيه تفريق المجتمع، وتحزيب المجتمع، ولذلك أقول: من علق لافتة: الصوت الإسلامي، فهذا رجل يقسم المجتمع، فهل أنت صوت إسلامي وغيرك صوت غير إسلامي؟ فاحذر أن تقع في المنزلق، فكلنا مسلمون في مجتمع واحد، فلا داعي للتحزب ولا التفرق ولا العصبية للجماعات، ومن دعاك إلى جماعة لتوالي لها وتعادي من أجلها فقد دعاك إلى بدعة وضلالة، فإنما الولاء للإسلام بمنهج أهل السنة والجماعة، ولا داعي للتحزب، والتفرق، والله تعالى أعلم.