تفسير قوله تعالى:(إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكوراً)
قال ربنا سبحانه:{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً}[الإنسان:٢٢]، هذا لعملكم في الدنيا، فيا عبد الله حياتك حياة قصيرة، فلو عشت (٦٠) سنة فمنها (١٥) سنة قبل التكليف، والباقي منها (٤٥) سنة، منها:(٢٠) سنة في النوم، ويبقى (٢٥)، منها: في الطعام والشراب والعمل ما يقرب من (١٥) سنة؛ إذاً: يبقى من حياتك (١٠) سنوات، من الستين.
فاحرص على نيل ما في الجنة، ولا تكن كمن قال الله فيهم:{إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا}[الإنسان:٢٧].
يقول الله سبحانه:{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً}[الإنسان:٢٢]، هل يستوي من يأتي إلى الفروض في جماعة، ومن يصوم في شدة الصيف، ومن يحجب زوجته عن الناس، ومن أغلق على نفسه داره في الفتن، ومن حفظ عينه من النظر إلى المحرمات، ومن اتقى الله في طعامه وشرابه، ومن استقام على حدود الله سبحانه، مع من فرط؟ فربنا سبحانه لا يسوي بين النقيضين أبداً.
قال عز وجل:{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا}[الإنسان:٢٢]، أي: مقبولاً، وإذا قبل الله العمل شكره سبحانه وتعالى.