للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطورة اللسان]

يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: (من ضمن لي ما بين لحييه وفخذيه ضمنت له الجنة).

والكثير منا يضمن ما بين فخذيه، ولكن من منا يضمن ما بين لحييه؟ يقول ابن القيم رحمه الله: كم من زاهد ورع متنسك عابد يصلي ويصوم ويسبح ويخشى الله إلا أنه لا يمر عليه يوم إلا زل لسانه في قدح أعراض الناس وفي تتبع عوراتهم وفي متابعة أخبارهم.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لـ معاذ: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).

فهذا اللسان على صغر حجمه خطره كبير جداً، وإذا راقبت ما تقوله في اليوم والليلة وقيدت ما تتحدث به فستجد أنك تترك للسانك الحرية في تتبع العثرات.

قال الإمام الشافعي: العلماء هم الأولياء، والله يقول: (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب).

وإمام أهل السنة ابن حنبل يروى أنه كان متكئاً من مرض، يعني: يجلس متكئاً، فذكر عنده عالم من العلماء فجلس واعتدل وقال: لا ينبغي أن يذكر عندنا العلماء وأنا جالس هذه الجلسة، فكان متأدباً حتى في غياب العلماء.

وقد قال محمد بن سيرين: علم بلا أدب كالنار بلا حطب.

ولننظر إلى حال طلبة العلم من السلف مع علمائهم حتى نتعلم الكثير من الأدب.