توفيت والدتي فما الذي يصل إليها من ثواب الأعمال؟ وهل يجوز التصدق بنية هبة الثواب لها؟
الجواب
هذا موضوع مهم، ويحتاج من طلبة العلم إلى أبحاث حول ما يصل إلى الميت بعد موته، وعندنا في الأرياف ظواهر عجيبة، فأول ما يضعون الميت في القبر يقوم فوق رأسه بعض التراباتية يقرءون {يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[يس:١ - ٤]، حتى يكمل السورة، ثم يقول: الفاتحة.
وقراءة القرآن على القبور لا تجوز، كما قال ذلك الشيخ الألباني في بدع الجنائز، والواجب عليك عند القبور أن تدعو لهم؛ لحديث عائشة قالت:(يا رسول الله! ماذا أقول عند زيارة القبور؟ قال: قولي: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)، وفي الحديث:(لا تجعلوا بيوتكم قبوراً)، قال العلماء: مفهومه أن القبور لا يصلى إليها ولا يتعبد فيها ولا يقرأ فيها قرآن.
وأما ما يصل إلى الميت بعد موته فالحج عنه إن مات ولم يحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة الجهنية التي قالت:(يا رسول الله! إن أمي ماتت ولم تحج، أفأحج عنها؟ قال: أرأيت لو كان على أمك دين أكنت تقضيه؟ قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء)، يعني: أنه ينبغي أن تحج عن الميت إن لم يكن قد حج، شريطة أن يكون الذي يحج عن الميت قد حج عن نفسه، وكذلك الصوم عنه إن كان قد نذر صياماً، لحديث:(من مات وعليه صوم نذر صام عنه وليه)، وأما إن كان أفطر لمرض فليطعم عن كل يوم مسكيناً، و (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فالدعاء والصدقة الجارية والعلم الذي يتركه الميت يصل إلى الميت بعد موته، إلى غير ذلك.
وأما ما نراه الآن من قراءة القرآن على أرواح الأموات إلى غير ذلك من الأعمال فهذا مما لا ينبغي، والصلاة لا تجوز عن الميت، لأن الصلاة فرض على المكلف لا تسقط عنه بحال، بل يصلي على جنبه أو إيماء بعينه، والله تعالى أعلم.