للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سوء فهم النصوص الشرعية من المصائب التي ألمت بالأمة]

إن حفظ النصوص العلمية سهل، لكن الفهم أن تفهم عن الله وأن تفهم مراده.

تقول: اللهم يا معلم آدم وإبراهيم! علمنا، ويا مفهم سليمان! فهمنا.

ومصيبة الأمة الآن تتجسد في كلمة واحدة هي سوء الفهم، ومن صفات الخوارج أنهم يقتلون الموحدين، ويقومون بعمليات ضرب السياح والنسف والقتل، وتكفير عصاة المسلمين، واستحلال الدماء، وهجر المساجد، والصلاة في الصوامع، وتكفير المجتمع، هؤلاء فعلوا كل ذلك بسبب سوء الفهم؛ لذلك نحن أمرنا أن نفهم القرآن والسنة بفهم السلف قاطبة، فـ الشافعي وأحمد وأبو حنيفة ومالك وعلماء الأمة كـ ابن تيمية وابن القيم وابن عبد البر والبغوي وابن قدامة والنووي والشوكاني يقولون في مجلداتهم: أن ختان الذكور والإناث مشروع، وإنما الخلاف في الحكم: هل ختان الإناث مستحب أم واجب؟ فـ الشافعي على الوجوب، وأحمد في رواية على الوجوب، ومالك وأبو حنيفة على الاستحباب، ولم يقل أحد من علماء الأمة أنه غير مشروع.

فيأتي أحد الناس ويهمل هذا الفهم، ويشذ ويخرج عن سلف الأمة، ويأتينا بفهم جديد، فإننا نقول له: شققت عصا الطاعة وخالفت الجماعة، وجئت بفهم جديد لمصلحة من؟ ولحساب من؟ فالكتب مليئة بالحكم الشرعي.

عد إليها، هل أنت مالكي أم حنبلي أم شافعي أم حنفي؟ هذا إذا كنت تدعو إلى التمذهب، فإن قلت: أنا مذهبي كذا.

فإن أئمة المذاهب الأربعة ذهبوا إلى أنه مشروع، واليوم ظهر مذهب جديد في عصرنا، هو مذهب الفتوى حسب الطلب، يعني: نأتي بفتوى واسعة حسب الأحوال، نسأل الله العافية.

أقول هذا الكلام لأني وجدت أمراً عجيباً، ففي المجلد الواحد والعشرين من مجلدات دار الإفتاء المصرية نقلاً عن مجلة اللواء الإسلامي الصادرة في جمادى الآخر سنة (١٩٩٨م) أن الدكتور سيد طنطاوي سئل: ما حكم ختان الإناث في شرع الله؟ فأجاب: ختان الإناث مشروع بالكتاب والسنة، وقال: وتلك هي الأدلة.

فعدد الأدلة من الكتاب والسنة، لكنه سبحان الله! في عام ٢٠٠٣م يأتي بفتوى أخرى، والله المستعان، فيا عبد الله! نحن أمرنا أن نفهم الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.