قال صلى الله عليه وسلم:(إن دماءكم)، وأول جريمة قتل وقعت على الأرض هي قتل ابن آدم أخاه.
يقول صلى الله عليه وسلم:(لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)، فكل نفس تقتل ظلماً في صحيفة ابن آدم، فانظر إلى صحيفته كم امتلأت الآن بمقتولين ظلماً، ولذلك جاء في الحديث:(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة)، لذلك كل أوزار المتبرجات في صحيفة قاسم أمين يوم يلقى ربه، لقد كانت المرأة محتشمة مختمرة منتقبة في مصرنا إلى فترة قريبة حتى جاء تحرير المرأة، ولا أدري ما المقصود بتحريرها؟ هل هو تحريرها من الخمار والحجاب والنقاب، وتحريرها من أن تتقي الله وتطيع ربها عز وجل، وتذهب إلى السفور والتبرج والإباحية والاختلاط؟ ماذا يريدون بتحرير المرأة؟ فالإسلام حرر المرأة، ورفع شأن المرأة، فقد كانت المرأة تقتل في الجاهلية، وكانت المرأة تورث كأنها عقار، وكانت تحرم من حقوقها، فجاء الإسلام ليقول للناس جميعاً:{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ}[النساء:٧]، جاء الإسلام ليقول لهم:{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[التكوير:٨ - ٩].
فالإسلام جاء بحرمة الدماء، ولذلك جاء في الأثر:(من ساعد على قتل مسلم ولو بشطر كلمة بعث يوم القيامة مكتوب على جبهته: آيس من رحمة الله)، فالقاتل يتحمل ذنوب المقتول كاملة، أي: أن كل سيئات المقتول يتحملها القاتل، ويأتي المقتول يوم القيامة فيتعلق بكتفي القاتل ويقول: يا رب! سله فيم قتلني، ولذلك اسمع إلى قول الله:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ}[المائدة:٢٧ - ٣٠].