[الرد على من طعن في حديث ولوغ الكلب في الإناء]
أيها الإخوة الكرام! أختم الخطبة بأمر دأب بعض العلمانيين على ذكره: في مقال صحفي كتب كاتب تحت عنوان: علماء ومشايخ القرون الوسطى.
كتب الكاتب الذي لا أدري من الذي صرح له أن يكتب في جريدة نقرؤها جميعاً، وتصدر في مصر، يقول: استمعت إلى حديث في التلفاز، فإذا بالمتحدث شيخ يسمى كذا، ذكر حديثاً قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب).
أو قال: (أولاهن بالتراب).
ثم ذكر الشيخ أن التراب يقضي على الميكروبات التي تنزل من سؤر الكلب، فيقول: وإني أتعجب لهذا القول، فهل معنى ذلك أن نقتني تراباً في بيوتنا لنقضي على الميكروبات عند اقتناء الكلاب؟ فنقول له: ألا تعلم أن اقتناء الكلاب حرام؟ لكنك لا تعلم كيف تعلم؟ ثم يقول: وإني أهيب بالمسئولين أن يمنعوا مثل هذا الشيخ من هذا الهراء، وهذه الأحاديث الموضوعة! فنقول له: هل البخاري فيه أحاديث موضوعة؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم عاد يسخر ويقول: متى تخلصونا من هؤلاء الشيوخ مشايخ القرون الوسطى؟ فنقول لهذا وأمثاله: يا أهل التقدم والتحضر، يا أصحاب العقول العفنة! نحن لا نكذب نبينا عليه الصلاة والسلام لأجل تحضركم، ولا نطعن في صحيح إمام تلقته الأمة بالقبول لأجل أن عقولكم لم تتقبل، فعقولكم لا وزن لها لا عند الله ولا عند الناس، فكيف تعرض النص على عقلك، فإن قبله العقل قبلت، وإن رفضه العقل رفضت؟ هذا ليس هو سلوك الموحد، إنما سلوك الموحد أنه طالما صح النص يقول: سمعاً وطاعة، سواء أثبت العلم أو لم يثبت، فهذا إجرام ما بعده إجرام، فماذا يبقى للأمة بعد الطعن في البخاري؟ وما يبقى للأمة بعد الطعن في القرآن؟ وما يبقى للأمة بعد التعريض بأصحاب خير الأنام؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك، ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، ونسألك حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.
اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين! اللهم انصر عبادك المستضعفين في فلسطين، اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل بقاع الأرض، اللهم عليك برءوس الكفر وأئمتهم، اللهم مكنا منهم؛ فإنهم لا يعجزونك.
اللهم انصر الإسلام نصراً عزيزاً مؤزراً، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.