[عدم انتفاع بني إسرائيل بما يسوقه الله إليهم من آيات ومعجزات]
والمهم أن الله قال لهم: اضربوا القتيل ببعضها: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ} [البقرة:٧٢] وهذا يشير إلى أن القتل عندهم أمر مشهور، وكما ترى وتشاهد، قوله (فَادَّارَأْتُمْ)، أي: اختلفتم، فكل يدفع عن نفسه التهمة، {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} [البقرة:٧٣]، أي: اضربوا القتيل ببعض البقرة، فأحياه الله عز وجل أمام أعينهم، لكن القوم لا تنفع معهم الآيات، فقلوبهم قاسية، فقام القتيل يقطر دماً فقال له موسى عليه السلام من الذي قتلك؟ فقال: ابن أخي هذا، ثم عاد قتيلاً كما كان، فالذي كان يسعى لمعرفة القاتل اتضح أنه القاتل، وفي هذا إشارة إلى أن اليهود يسفكون الدماء ويتنصلون من القضية؛ ولذلك قال الله لهم: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ} [البقرة:٧٤]، يقول الخازن في تفسيره: شبه قلوبهم بالحجارة ولم يشبها بالحديد؛ لأن الحديد إذا دخل في النار لان، أما قلوب اليهود فلا ينفع معها نار، فهي أقسى من الحجارة، وحدث ولا حرج عن أفعالهم، فقد قتلوا أبناءنا في بحر البقر وقتلوا الأطفال الصغار في المخيمات، ودفنوا النساء أحياء في فلسطين وفي غيرها، وهذا هو الشرق الأوسط الكبير الذي صنعته الديمقراطية، فيا من يدعي محاربة الإرهاب، والله إنكم أنتم من تصدرون الإرهاب للعالم، ووالله إن الحقد الدفين ينبع من قلوبكم ونحن نعرف ذلك علماً يقيناً؛ لأن الذي أخبرنا به الله: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء:١٢٢]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء:٨٧]، {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:٧٤].
والخلاصة: أن قصة بقرة بني إسرائيل تبين جانباً من صفاتهم: الكبر، والعناد، والمكابرة، واستهزائهم بأنبياء الله ورسله.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا، اللهم اجعل القرآن شفيعاً لنا يوم أن نلقاك، اللهم اجعلنا من أهل القرآن، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم استر عوراتنا، وحجب نساءنا، واهد شبابنا.
اللهم كن لنا ولا تكن علينا.
اللهم انصر دينك في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصر دينك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم ارفع راية الإسلام فوق رءوس الجميع، اللهم نصرك الذي وعدتنا، اللهم نصرك الذي وعدتنا، فرج كرب المكروبين، ارفع الذل عن عبادك المستضعفين.
نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اللهم ارحم ضعفنا، وعليك بأعدائنا، اللهم استجب لدعائنا، ولا تخيب فيك رجاءنا، يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث.
اللهم إن اليهود ومن شايعهم طغوا وبغوا، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم أرنا فيهم آية، اللهم انتقم منهم شر انتقام، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، دعوناك ونحن مستضعفون فاستجب لنا يا عزيز يا كريم، ارحم ضعفنا، اجبر عجزنا، عليك بأعدائنا.
ول أمورنا خيارنا، ولا تول أمورنا شرارنا، ولا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.
اللهم استر عورتنا، وآمن روعتنا، وأمنا في بيوتنا وفي أوطاننا، إنك على كل شيء قدير.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربي من الراشدين، ربنا افرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
آمين، آمين، آمين.
وآخر دعوانا: أن الحمد لله رب العالمين.