نبين للحاج في ملخص سريع المناسك متصلة ببعضها، فنشرح حج التمتع: أولاً: يمر على الميقات المكاني، وقبل أن يلبس ملابس الإحرام يغتسل ويطيب مفارقه، ثم يصلي ركعتين، سواء كانت سنة وضوء أو تحية مسجد أو نافلة أو فريضة، ثم يلبي من الميقات المكاني: لبيك عمرة -هذا المتمتع- ويجوز له أن يشترط، فيقول: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، وهذه العبارة تقال لأنه ربما يعترضه عارض في الطريق ولا يصل، فإن اشترط لا يلزمه شيء إن تحلل.
وعند وصوله إلى مكة محرماً يطوف طواف العمرة، والقارن والمفرد يطوف طواف القدوم، وهناك فرق بين طواف العمرة وطواف القدوم، وهو أن طواف العمرة ركن لابد من تحصيله، وطواف القدوم واجب على الراجح، ويجبر بدم إن تركه، والمتمتع لابد أن يطوف؛ لأن الطواف ركن من أركان العمرة، ثم يسعى بين الصفا والمروة، ثم يتحلل بحلق شعره أو بتقصيره، ويبقى على حاله، ويجوز له كل شيء حتى النساء، إلى يوم ثمانية ذي الحجة فيحرم من مكانه بالطريقة التي أحرم بها للعمرة، فيغتسل ويتطيب ويلبس ملابس الإحرام ويقول: لبيك حجاً، ثم يذهب إلى منى في يوم ثمانية ذي الحجة فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم يرحل إلى عرفة بعد شروق شمس يوم التاسع ويقوم بعرفة إلى أن تغرب الشمس، ثم بعد غروب الشمس ينفر إلى مزدلفة فيبيت بمزدلفة إلى الفجر فيصلي بها الفجر حتى يشرق النهار فيذهب إلى منى.
وأعمال يوم النحر تبدأ من هذه اللحظة برمي جمرة العقبة.
إذاً: أول أعمال يوم النحر هو رمي جمرة العقبة كما رماها النبي صلى الله عليه وسلم بسبع حصيات، وتنقطع التلبية للحاج عند رمي جمرة العقبة، وبعد أن يرمي جمرة العقبة في يوم النحر يذبح الهدي، ثم يحلق، ثم يطوف طواف الإفاضة، ثم يسعى سعي الحاج إن كان متمتعاً، ثم يتحلل التحلل الأكبر، هذه هي أعمال الحاج المتمتع، ويكون عليه طواف الوداع واجباً عند رحيله من مكة.
وعلى هذا فأعمال يوم النحر هي: أولاً: رمي جمرة العقبة.