هذه ظاهرة نبه عليها البخاري في كتاب الأذان: أنه لا يقوم المأموم من خلف الإمام إلا بعد أن يستدير الإمام بوجهه، فمن فقه الإمام أن يصلي، وبعد الصلاة يستغفر الله ثلاثاً، ثم يستدير بوجهه للمأمومين، عند ذلك يستطيع المأموم أن ينصرف، أما إذا ظل الإمام متجهاً إلى القبلة فلا ينبغي للمأموم أن يقوم إلا بعد أن يلتفت إليه، قال البخاري في صحيحه: باب الإمام يستقبل الناس بوجهه، وهذا في كل الصلوات؛ لأنه قبل السلام كان يستدبر الناس؛ لأنه إمام، وبعد السلام لم يعد إماماً فينبغي أن يلتفت إليهم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: حتى يعلم الداخل أن الصلاة قد انتهت؛ إذ كيف يميز الداخل لو استمر الإمام على حاله؟ فمن فقه الإمام أن يستدير، وهذا الحديث عند البخاري.