لقد أوصى لقمان ابنه بألا يشرك بالله فإن الشرك ظلم عظيم، ثم قال له:{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}[لقمان:١٦].
يعلمه المراقبة لله في خلواته، في سره، فلا ينتهك حرمة الله، فأعمالك مهما دقت ومهما صغرت، فإن الله مطلع عليها، قال سبحانه:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤].
ثم قال لقمان لابنه:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ}[لقمان:١٧] علموا أولادكم تلك الشعيرة، فإنه لا حظ في الإسلام لتاركها، وتاركها ملعون، ومن تركها في جماعة فإن النبي عليه الصلاة والسلام توعده بأن يحرق عليه داره، إياك إياك أن تفرط فيها، فإنها شعار المؤمنين، والفصل بين المنافق والمؤمن، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام:(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
كن إلى بيوت الله سبحانه وتعالى مرتاداً، فإن خطواتك إحداهما ترفعك درجة، والأخرى تحط عنك خطيئة.
ثم قال الله سبحانه:{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}[لقمان:١٧].
ثم أمر لقمان ابنه أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر أينما كان، لا تسكت كما يسكت البعض؛ لأننا نركب سفينة واحدة، فإن أخذنا على أيدي العصاة نجوا ونجونا جميعاً، وإن تركناهم غرقوا وغرقنا جميعاً.