تصوير القيامة في القرآن الكريم جاء في أكثر من موضع، لكن ما يهمنا هنا هو الانقلاب الهائل الذي يحدث في هذا الكون الآمن، فما بالك أيها المخلوق الضعيف؟! ما هو مآل السماء، ومآل الأرض، ومآل الجبال، ومآل البحار، ومآل الشمس، والنجوم، والقمر، والوحوش؟ اسمع إلى قول الله عز وجل عن السماء والأرض:{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}[الأنبياء:١٠٤].
ويقول سبحانه:{وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر:٦٧].
وجاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(رب العالمين يأتي يوم القيامة وقد حمل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، وينادي في خلقه: أين ملوك الأرض؟ أنا الملك يقول:{لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ}[غافر:١٦]) فلا يجيب أحد، يا ملوك الدنيا! سيزول ملككم ولا يبقى إلا ملك الحي سبحانه؛ لذلك هارون الرشيد في مرض موته وهو يحتضر نظر إلى السماء، وقال: يا من لا يزول ملكه ارحم من زال ملكه.
الله أكبر! أما السماء فقد جاء في حقها آيات:{يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ}[المعارج:٨] أي: كالرصاص المذاب.
وكذلك تتشقق:{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}[الفرقان:٢٥].
ويقول ربنا في هذا:{فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}[الرحمن:٣٧].
ويقول ربنا سبحانه:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}[الحاقة:١٣ - ١٦]، هذه النفخة الأولى في الصور هي نفخة الاضطراب الكوني وتدميره، تتشقق السماء وتنفطر وتصبح واهية كالرصاص المذاب.