أنا لا أجيد قراءة القرآن، وأريد أن أختم القرآن في رمضان، فهل يجوز القراءة دون تجويد؟
الجواب
إن كنت لا تجيد القراءة فلا يكن همك أن تختم القرآن بقدر ما يكون همك أن تتعلم القراءة الصحيحة، فاقرأ البقرة فقط في رمضان، لكن قراءة صحيحة، واجلس بين يدي شيخ يعلمك القراءة، فإن من حق القرآن عليك أن ترتله كما أنزل، قال ابن الجزري: والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم فالأخذ بالتجويد حتم؛ لأن القرآن نزل من السماء مجوداً، لذلك لما:(قرأ أحد الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم آية: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا}[الذاريات:٤٧] ولم يمد فقال: ما هكذا أنزلت، إنما مد فقل: (وَالسَّمَاءَ)) فيها مد واجب متصل بمقدار أربع أو خمس حركات؛ لأن الهمز وقعت بعد حرف المد في كلمة واحدة، وهذا الكلام مهم جداً، فلابد من المد، والإدغام، والإخفاء، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، وهكذا أنزل القرآن مجوداً من السماء، فلا بد أن نقرأه كما أنزل، فتعلم القراءة.
ومن لم يكن مجوداً فلا يصلي إماماً، وكيف يصلي إماماً وهو لا يعرف كيف يعطي كل حرف حقه ومستحقه، ولا يعرف الأحكام؟! هذا إن قال:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى:١١]، (حدس) ولم يخرج اللسان فالقراءة باطلة؛ لأن (حَدِّثْ) غير (حدس) فهذا لحن جلي غير المعنى، فإن (حدس) بالسين، و (حَدِّثْ) بالثاء، وفي سورة الفاتحة {الَّذِينَ}[الفاتحة:٧] فلو قال: (اللذين) تغير المعنى، وتغيير مخرج الحرف يغير المعنى.