هنا أمر ينبغي التنبيه عليه وهو: أن الاحتفال بعيد رأس السنة، وشم النسيم، والكريسمس وغيرها من أعياد الكافرين حرام شرعاً باتفاق العلماء، وهنا نقل من كتاب شيخ الإسلام (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم): إنك تجد العجب العجاب في عيد رأس السنة الميلادية وما يسمونه بالكريسمس، لا أعاده الله عليهم، يخرجون إلى الحدائق العامة بنين وبنات في اختلاط ماجن، وفي فاحشة؛ وكأنهم يبدءون العام بالمجاهرة بمعصية الله عز وجل، وبالإصرار على معصية الله.
ولابد أن نعلم أننا في شرعنا نؤرخ تواريخنا بالشهور الهجرية وليس بالشهور القبطية الميلادية؛ لأننا لا نعرف هذه الشهور، إنما نعرف:{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ}[التوبة:٣٦]{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ}[البقرة:١٨٩].
فالأهلة هي التي نعرف بها الشهور الهجرية، ونحن لا نتعبد الله عز وجل بشهور ميلادية، والشهر الهجري يكون تسعة وعشرين أو ثلاثين، وأما الشهر الميلادي فممكن أن يكون واحداً وثلاثين أو ثمانية وعشرين، فلو أن امرأة مات عنها زوجها فعدتها أربعة أشهر وعشرة أيام، فهل تعتد بالهجري أو بالميلادي؟ لو اعتدت بالميلادي فالعدة ستطول.
لذلك كل كلمة شهر جاءت في القرآن والسنة يقصد بها الشهور الهجرية، أما هذه الشهور الميلادية فنحن لا نعرفها.
ولذلك الاحتفال بعيد رأس السنة هذا من أعياد المشركين، ولابد أن نخالف أصحاب الجحيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟)، وكان صلى الله عليه وسلم يخالفهم في كل شيء، فكانوا لا يصلون في نعالهم فصلى بنعاله، وكانوا لا يغيرون الشيب فغير الشيب صلى الله عليه وسلم، وقال:(اعفوا اللحى وحفوا الشارب خالفوا اليهود).
فهذا أمر بالمخالفة، ولذلك في تحويل القبلة كان يحب أن يصلي إلى قبلة إبراهيم ولا يشاركهم أبداً في شيء، نحن الآن -نسأل الله العافية- نوافقهم في كل شيء، فانظر إلى يوم شم النسيم تجد أن المحلات تغلق الأبواب؛ لأنها إجازة، والناس كلهم يخرجون إلى المنتديات والحدائق، والأسرة كلها ذهبت إلى المنتديات العامة، فاحذر أن تخالط أهل الزور، قال عز وجل في وصف عباد الرحمن:{وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}[الفرقان:٧٢]، والزور هنا عند بعض المفسرين يقصد به أعياد المشركين، وها نحن في أعيادنا لا نحتفل بأعيادنا بقدر ما نحتفل بأعياد المشركين، فهذه مخالفة شرعية ينبغي علينا أن نلفت النظر إليها.