تقع بعض المخالفات بالنسبة للإحرام، فلو تكرمتم بذكر هذه المخالفات التي تقع من المحرم؟
الجواب
الحقيقة أن موسم الحج يظهر بدعاً ويظهر جهلاً في الأمة، وهذا يبين مسئولية العلماء وطلبة العلم، فتجد أن البعض يمسك كتباً فيها لكل شوط دعاء، ويصنع بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، وكفى أننا نرى من يلبي تلبية جماعية، فواحد يردد والباقي يرددون خلفه، وهذا غير صحيح، إنما كل يلبي بمفرده، كما كان يفعل أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، ففي كل منسك بدع.
فمن بدع الإحرام أن البعض يظن أن صلاة ركعتي الإحرام واجب، وأن هناك ما يسمى بركعتي الإحرام، وليس هناك ما يسمى بركعتي الإحرام أبداً، إنما يجب على المرء إن نوى حجاً أن يغتسل ويتطيب ويضع الطيب في المفارق، ولا يضع الطيب على ملابس إحرامه، ثم يتوضأ بعد غسله إن لم يكن قد توضأ ويصلي ركعتين، وهاتان الركعتان إما سنة وضوء أو تحية مسجد أو فريضة، على حسب الوقت الذي هو فيه، لكن ليس هناك ما يسمى بركعتي الإحرام.
وكذلك من مخالفات الإحرام أن الكثير يمر على الميقات دون أن يحرم، والإحرام ركن، والإحرام من الميقات واجب، بمعنى: أنه لو مر على الميقات دون إحرام فنأمره أن يعود إلى الميقات، فإن عجز فيحرم من المكان الذي هو فيه ثم يلزمه فدية دم، يذبحها ويوزعها في مكة؛ فإن لم يستطع فيصوم عشرة أيام؛ لأنه أهدر واجباً وهو الإحرام من الميقات.
إذاً: الإحرام من الميقات واجب، وأصل الإحرام ركن، والأركان لا تجبر بدم إنما الذي يجبر بدم هو الواجب.
كذلك ظن بعض النساء أنها لا تحرم وهي حائض، فإذا حاضت المرأة عليها أن تحرم من الميقات وتفعل كل شيء إلا الطواف بالبيت؛ لما رواه البخاري:(أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عائشة رضي الله عنها في ذي الحليفة فوجدها تبكي.
قال: ما يبكيك يا عائشة؟! أنفست؟ -أي: أحضت- قالت: نعم يا رسول الله! قال: افعلي كل شيء إلا الطواف)، فالمرأة الحائض تحرم من الميقات.
ومن البدع والمخالفات في الإحرام أن يحرم والدخان في فمه، فمثل هذا نقول له: اتق الله يا رجل! واستح من ربك، أو بعد أن يحرم يتصور وهو في ملابس الإحرام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا رياء، والتصوير حرام إلا لضرورة شرعية كجواز أو بطاقة أو نحو ذلك، إما للذكرى الخالدة وأن هذا الحاج فلان فهذا لا يجوز.