السعي في الأرض فساداً
ثالثاً: من صفاتهم كما قال ربنا: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} [المائدة:٣٣]، أي فساد في الأرض من خلفه اليهود، أقسم لكم بالله أن ما يحدث الآن على الواقع الذي نعيشه من خلفه اليهود، هم الذين يحركونه لمصالح ولأغراض، فينشغل الناس بالعراق كما هو حادث، وينصرفون عن فلسطين فيبيدونها ويهجرون أهلها وينفردون بها في غيبة المسلمين عن إدراكها، فهذا أمر مقصود، ودولتهم مرسومة من النيل إلى الفرات، فهو مخطط معروف ومكتوب، وقد صرح بيجن تصريحاً يضر بسياستهم، برر ذلك بقوله: اطمئنوا.
فإن العرب لا يقرءون، وإذا قرءوا لا يحسنون الفهم، وإذا فهموا لا يحسنون العمل.
هذا تحليل رجل يهودي للشخصية المسلمة، فنحن ينبغي علينا أيضاً أن نحلل تلك الشخصية: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} [المائدة:٣٣]، فبيوت الأزياء العالمية يهودية، وكل الموديلات التي يلبسها البنات المسلمات اليوم صناعة يهودية، ولعبة كرة القدم صناعة يهودية، اسمع ولا حرج.
دخلت امرأة مسلمة إلى سوق اليهود في المدينة يسمى سوق بني قينقاع، وكانت منتقبة، فراودها يهودي على أن تكشف الوجه فقط فأبت، فربطوا آخر ثوبها بمقدمته.
يعني: ذيل الجلباب ربطوه بمقدمة الجلباب بحيث إذا قامت بدت العورة، وهذا يبين لك أنهم يريدون لعورات المسلمين أن تبدو، وهذا ما نجحوا فيه الآن، فالعورات الآن تبدو دون ربط للمقدم بالمؤخر.
فلما قامت المرأة انكشفت عورتها فصرخت بأعلى صوتها؛ لأنها حرة يا أخي! أما التي تظهر العورة هذه ليست بحرة ولا عفيفة، ألا تغار؟ ألا تستحي من شكلها ومن مظهرها؟ فصرخت بأعلى صوتها، وكان بجوارها رجل مسلم.
ما قال مثل جحا يقول: صباح الخير يا جاري.
أنت في حالك وأنا في حالي، وأنا مالي، الضرب عنده هناك، أما أنا فمالي وله، هذه مشكلته، اعلم أن الأدوار تتوالى، وصراعنا صراع وجود لا صراع حدود، ولا هي مشكلة نزع أسلحة، إن المقصود السيطرة على بلاد المسلمين ومقدراتهم.
ولن يرحم التاريخ من تخاذل، والذي نفسي بيده سيكون العار في سجلاته، وسيقص التاريخ أن هناك جيلاً بطن الأرض كان أفضل له من ظهرها؛ وذلك لأن التخاذل ليس من شيم المسلمين أبداً، أعيش كريماً وبحرية أفضل من أن أعيش ذليلاً، ولذلك هب ذلك المسلم على اليهودي فقتله في الحال دفاعاً عن العرض: (من مات دون عرضه فهو شهيد) عند ذلك اجتمع اليهود فقتلوه؛ لأنه لا يستطيع أن يقتله بمفرده؛ لأن الله قال في حقهم: {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:١٤]، هذه طبيعة اليهود.
اجتمعوا عليه فقتلوه، ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجهز جيشاً وذهب إلى بني قينقاع، وأدبهم وأجلاهم عن المدينة بعد أن لقنهم درساً في احترام أعراض المسلمين، ولا تفهم اليهود إلا هذه اللغة، لغة السك على الدماغ، لا يعرفون سواها، أما أن تقول لي: محاورة محاورة، فكم لنا من سنوات ونحن نحاور؟ وسنظل نحاور إلى متى؟ فدائرة المفاوضات ومائدة المائدة طالت جداً، أنا لا أعرف ما هي هذه المائدة؟ هؤلاء هم اليهود ولن يكونوا يوماً بخلاف ما قال الله.