إن غالب المسلمين اليوم هكذا إلا من رحم الله، فيصوم ويترك الصلاة، ولا أدري لم نطلق عليه لفظ المسلم، فنحن في ذلك قد جاوزنا الحق، ففي حديث البخاري في كتاب الأذان: أن آخر من يخرج من النار قوم تعرفهم الملائكة بآثار سجودهم، فهؤلاء هم آخر الناس خروجاً من النار، فتارك الصلاة كيف ستتعرف عليه الملائكة؟! ويرى الحنابلة: أنه يخلّد في النار إن مات على ذلك.
وعليه فأقول: إن الصلاة شرط لقبول سائر الأعمال، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، فلا أجر عند الله عز وجل للذي يصوم دون أن يصلي؛ لأن عمله محبط، وقد جاءت نصوص شرعية تبيّن أن تارك الصلاة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.
فاتق الله في نفسك يا من تصوم ولا تصلي، فالذي أمرك بالصيام هو الذي أمرك بالصلاة، وكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، واسمع إلى قول ربنا سبحانه:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[المدثر:٣٨ - ٤٣]، فأول إجابة لهم هي أنهم قالوا:{لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[المدثر:٤٣].
فليحذر الذين يتركون الصلاة أن يأتيهم ملك الموت بغتة، وعند ذلك ينادون بأعلى أصواتهم:{رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا}[المؤمنون:٩٩ - ١٠٠]، فانتبه، واستيقظ أخي المسلم، والله تعالى أعلم.