للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فضل العلماء ورفعتهم في الدنيا والآخرة]

دخل البخاري إلى بلد، فنثروا عليه الدراهم والدنانير، فقالت أم لابنها: من هذا يا ولدي؟! قال: ذاك محمد بن إسماعيل البخاري يا أمي! قالت: يا ولدي! هذا هو الملك لا الملك قارون.

فالعلماء هم ملوك الدنيا والآخرة، لما مات أحمد بن حنبل في بغداد شيع جنازته ألف ألف رجل أي: مليون، فانظر يا أخي في الله! إلى منزلة العالم بعد موته، ولذلك قطع موسى عليه السلام هذه المسافات من أجل أن يطلب العلم على يد ذلك العبد الصالح الذي قال عنه جمهور العلماء: أنه كان نبياً، قال تعالى: {قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [الكهف:٦٠]، لذلك صدق من قال: الناس من جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواءُ ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئٍ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء فخذ بعلم تعش حياً به أبداً الناس موتى وأهل العلم أحياء إن أهل العلم إن ماتوا ماتوا لكنهم أحياء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).

أيها الإخوة الكرام! ذكر الله فضل العلماء في كتابه، فقال: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة:١١]، والعلم لا ينال براحة الجسد، وإنما ينال بجد واجتهاد وبلغة: أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان كان الإمام أحمد يكتب كتبه وصحفه من محبرته فقيل له: يا إمام! متى تترك المحبرة؟ قال: مع المحبرة إلى المقبرة.

والمعنى: لن أترك المحبرة حتى أحمل إلى المقبرة.