للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم بيع الفوانيس واللعب التي تحتوي على الغناء]

السؤال

هل يجوز أن أبيع الفوانيس التي تغني، كلعب الأطفال مثلاً؟

الجواب

لا يجوز أن تبيع فانوساً فيه غناء؛ لأن الغناء حرام، ولكن ستجد من الرءوس الكبيرة أو من علماء كبار من يقول: أنا أحب أن أستمع لسيدة الغناء ولا حرج! أما تستحي من نفسك؟! أما تستحي من الناس يا عبد الله؟! يقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} [لقمان:٦]، قال ابن مسعود: والله إنه الغناء، ويقول ربنا سبحانه: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} [النجم:٥٩ - ٦١]، قال المفسّرون: معنى: سامدون، أي: مغنون، تقول العرب: أسمد لنا، أي: غن لنا، والأدلة على حرمة الغناء كثيرة، وقد تجد من يستدل لجوازه بقول فلان أو علان، وهذا لا اعتبار لرأيه أمام النصوص الشرعية، وبالله عليكم ماذا يسمع من الغناء؟! وماذا حصدت الأمة من الغناء؟! زنا وفواحش واختلاط؟! وماذا يقولون في الغناء؟ ويا ليته كلام طيب وحسن، لكنه حرام كله، فلم يحكموا العقول، ألم يسمعوا ما يقول أحدهم: جئت لا أدري؟! إذاً في هذه الحالة هو حمار، لأن الله عز وجل يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:٥٦]، وهو يقول: أنا لا أعرف لماذا أتيت؟! وآخر يقول: قدر أحمق الخطى! فيصف القدر بأنه أحمق، وربنا يقول: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:٤٩] فهل بعد هذا زندقة واضحة بينة؟! وأخرى تقول: لا تقل: شئنا، فإن الحظ شاء! فهل الحظ يشاء؟! وهل للحظ مشيئة؟! فهي أثبتت للحظ مشيئة.

وهابط رابع يقول: كتاب حياتي يا عين ما شفت زيه كتاب الفرح في سطرين والباقي كله عذاب نسأل الله أن يعذّبه، نظر إلى كتاب حياته ثم تبيّن له هذا، نسأل الله العافية.

وآخر يقول: حب الرسول يابا ذوبني ذوب جاء لي بمنامي يابا لبّسني ثوب فهل هذا هو حب النبي صلى الله عليه وسلم عندهم؟! جاء في المنام وألبسه ثوباً! إن الرسول منكم براء، يا قوم! أليس منكم رجل رشيد؟! وكذلك الفانوس الذي فيه أذان لا يجوز أن يستخدم كلعبة في يد الأطفال، فيفتحه وربما يغلقه في وسط الأذان، وأيضاً كما يكتب البعض على السيارة أسماء الله عز وجل، أو آية: {بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود:٤١]، وقد يذهب إلى سوق البهائم فتضع البهيمة قدمها فوق هذه الآية، وربما تغوطت عليها، فهل هذا يجوز؟! وأيضاً يكتبون على الحوائط آيات قرآنية، فإذا نزل المطر فربما انمحى حرف فيتغير المعنى، إذاً لا بد أن نحترم حدود الله عز وجل.

ومن العجب أيضاً -بل ومما لا يجوز- أن يبدأ السحور بالضرب على الطبل، وربما قد تطول بنا الأيام فيبدأ السحور بالدق على البيانو! وهذا كله لا يجوز شرعاً.