للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم قيام الليل جماعة بعد رمضان]

السؤال

ما حكم القيام جماعة بعد صلاة العشاء في غير رمضان؟

الجواب

بدعة، لأن القيام في جماعة لا يكون إلا في رمضان، ولم يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة، وإنما الذي يجوز هو ما ورد في البخاري من حديث ابن عباس في كتاب الصلاة أنه قال: (بت عند خالتي ميمونة)، (وكان عندها النبي صلى الله عليه وسلم، فقام من الليل ليصلي، فقمت وتوضأت وقمت بجواره)، فقيام ابن عباس رضي الله عنه بجوار النبي صلى الله عليه وسلم كان قدراً لا ترتيباً مسبقاً، وعليه إن حصل الترتيب المسبق فذاك بدعة، لكن سيقول قائل: سيدنا عمر قال: نعمت البدعة هي، فالرد: أن عمر بن الخطاب أراد الفعل الذي فعل، فهو عندما جمع الناس على إمام واحد -وهو أبي بن كعب - كان له أصل في الإسلام، وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بهم اليوم الأول والثاني ولم يخرج في اليوم الثالث خشية أن تفرض عليهم، فـ عمر عاد إلى الأصل، وانتفت العلة فقال: نعمت البدعة، وقال ابن تيمية: المراد بالبدعة بمعناها اللغوي وليس بمعناها الشرعي، والبدعة لها معنيان: لغوي، وشرعي.

وأما إذا جمع الرجل أهل بيته وصلى بهم فلا إشكال في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رحم الله زوجاً قام من الليل فأيقظ أهله ليصلوا معه)، وسواء صلى مفترضاً وهم متنفلون، أو هم مفترضون وهو نفل، فلا حرج في ذلك.

وهنا أمر ينبغي التنبيه عليه، ألا وهو: قيام بعض الناس في ليلة أول يوم من شوال، وعدم قيامهم في أول ليلة من ليالي رمضان! وهذا مخالف لما عليه الهدي النبوي.