[دعوتهما ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم من ذريتهما]
والدعوة الثالثة: دعاها إبراهيم وهو يرفع القواعد ويقول: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ} [البقرة:١٢٩]، أي: من ذرية إسماعيل، وهو الحبيب عليه الصلاة والسلام، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد دعوة إبراهيم بآلاف السنين؛ فلا تتعجل الإجابة، فإذا دعونا في القنوت على اليهود والأمريكان فلا نستبطئ الإجابة، فقد أجاب الله دعوة إبراهيم ببعثة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بعد آلاف السنين، ولذلك جاء في الأثر: إن العبد يدعو ويقول: يا رب! يا رب! فيقول الله لملائكته: أجلوا مسألة عبدي، فتقول الملائكة: لم يا رب؟! فيقول الله: إني أحب أن أسمع صوته.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، ربنا وثبتنا على الإسلام دائماً يا رب العالمين! وعلمنا التوحيد، واقبضنا عليه، وابعثنا مع أهله يا رب العالمين! اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم مكِّن لدينك في الأرض يا رب العالمين! اللهم عليك باليهود ومن والاهم، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم أرنا فيهم آية فإنهم لا يعجزونك، اللهم كما أزلت النمرود ببعوضة، فأزل رءوس الكفر يا رب العالمين.
إنك حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وفي السر والعلن، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، وارزقنا قبل الموت توبة، وعند الاحتضار شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً.
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك، وأمتنا شهداء في سبيلك، ومتعنا بالشهادة يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، وأغننا بحلالك عن حرامك، واكفنا بفضلك عمن سواك، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.
اللهم علمنا القرآن وخَلِّقنا به، وارزقنا حب القرآن وحفظه وتلاوته.
اللهم نور صدورنا وبيوتنا بالقرآن، وشفعه فينا، واجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه.
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين، وأخرجنا من بينهم سالمين.
اللهم اربط على قلوب المجاهدين، اللهم اربط على قلوب المجاهدين، اللهم وحد جمعهم، واجعل الدائرة على عدوهم.
آمين آمين آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قصة إبراهيم عليه السلام فيها من الدروس والعبر الكثير والكثير، ولا سيما في مناظرته للنمرود بن كنعان، ذلك الملك الظالم الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، فأصيب بغيبوبة ووقع من على الكرسي واصطدم وجهه بالأرض فشجت الشفة وبعض الجبين، فأقول: اللهم يا من أهلكت النمرود ببعوضة أهلك كل طاغية ببعوضة، فإنك على كل شيء قدير.