ثالثاً: حديث الفضل بن العباس، وذلك لما أردفه النبي صلى الله عليه وسلم خلفه، وهناك كتب مهمة فيمن أردفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، فأردف أسامة بن زيد في حجة الوداع، وأردف ابن عباس رضي الله عنه، وأردف معاذاً، وأردف الفضل بن العباس في حجة الوداع، (فجاءت امرأة خثعمية)، أي: في وجهها، أو من قبيلة خثعم، تقول:(يا رسول الله أدركت أبي شيخاً كبيراً لا يستوي على راحلة)، أي: إن أبي يستطيع الحج، لكنه لا يستطيع أن يسافر لأداء المناسك، (أفأحج عنه يا رسول الله؟ فقال لها النبي: نعم)، قال العلماء: وفي الحديث بيان جواز الحج عن الغير، شريطة: أن يكون مستطيعاً استطاعة مادية، لكنه عاجز عن أن يصل إلى المنسك لمرض يرجى برؤه.
اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار، يا ربي لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، اللهم لا تجعلنا جسوراً يعبر بها أو عليها إلى نار جهنم، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، نعوذ بك يا ربي من علماء السوء، نجعلك يا ربي في نحورهم، ونعوذ بك يا ربي من شرورهم، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وفي السر والعلن، وجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، ارزقنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وعند الاحتضار شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً، بيض وجوهنا عند سواد وجوه، ثبت أقدامنا على الصراط، اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة، اللهم إنا نعوذ بك من القبر وظلمته، ونعوذ بك من الصراط وزلته، ونعوذ بك من يوم القيامة وكربته، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك، اللهم إنا نعوذ بك من السلب بعد العطاء ومن الذل بعد العز، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، علمنا منه ما جهلنا، ذكرنا منه ما نسينا، ارزقنا حب القرآن، ونور القرآن، وفهم القرآن، استر عورتنا بالقرآن، حبب إلينا القرآن، وحبب القرآن لنا، اغننا بحلالك عن حرامك، اكفنا بفضلك عمن سواك، اجعل ثأرنا على من ظلمنا، يا ربي لا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا، اللهم حبب إلينا القرآن وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا يا ربي من الراشدين.
آمين آمين آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.