للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[طلب العلم وملازمة العلماء في الصغر والكبر]

يقول البخاري: تعلموا العلم قبل أن تسودوا وبعد أن تسودوا، يعني: قبل أن تصبحوا أسياداً وبعد أن تصبحوا أسياداً.

وقال بعضهم: قبل أن تتزوجوا؛ لأن الله قال: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف:٢٥]، والزواج بالفعل يجعلك تقل في طلب العلم رغم إرادتك، فابنك يريد كذا، والزوجة تريد كذا، وانشغال بالحياة الزوجية، وهذا مطلوب طبعاً بدون أدنى شك، فاطلب العلم قبل أن تصل إلى سن الزواج.

فقوله: (قبل أن تسود) يعني: قبل أن تكون سيداً، فالمدير العام أعباؤه أكثر من أعباء الموظف الصغير؛ لأن المدير يمر على كل الأقسام ويحقق الحضور والإنصراف، ويسأل عن كل جنيه.

فقبل أن تسودوا يعني: قبل أن تكونوا أسياداً فتزداد المهام الملقاة على عاتقكم.

خشي البخاري أن يفهم أحد أن طلب العلم في الصغر فقط، فقال: وبعد أن تسودوا، يعني: اطلبوا العلم حتى في الكبر، ولنا في أبي هريرة أسوة، أسلم رضي الله عنه سنة ٧هـ في عام فتح خيبر، فهو من آخر الصحابة إسلاماً، ولم يلازم النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث سنوات وبضعة أشهر، وكان أكثر الصحابة بلاغاً لحديث رسول الله، فقد بلغ أكثر من (٧٠٠٠) حديث؛ وذلك لأنه في هذه المدة القصيرة استطاع أن يحصل ما لم يحصله غيره، قال رضي الله عنه: لازمت النبي صلى الله عليه وسلم كظله.

فيا عبد الله! شمر عن ساعد الجد، وابدأ في طلب العلم بالأولويات القرآن ثم السنة بفهم السلف الصالح، تعلم أصول الفقه وعلوم القرآن وأصول علم الحديث وعلم العقيدة ونحوها من العلوم ثم بعد ذلك تلقى العلم على يد شيخ.

أيها الإخوة الكرام! أسأل الله سبحانه أن يرزقنا علماً نافعاً، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ونعوذ بك يا رب! من علم لا ينفع، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً، ونعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعوة لا يستجاب لها.

آمين آمين آمين.