هل للاعتكاف في المسجد في العشر الأواخر من رمضان شروط؟
الجواب
الاعتكاف لغة: هو الملازمة، قال قوم إبراهيم عن الأصنام:{نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}[الشعراء:٧١]، يعني: ملازمين لعبادتها، فالاعتكاف: هو ملازمة المسجد في العشر الأواخر من رمضان، ويشترط فيه أولاً: أن يدخل المعتكف إلى معتكفه في صبيحة اليوم العشرين بعد الفجر كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لا يخرج من معتكفه إلا لضرورة، لقضاء حاجة كبول أو براز، أو لغسل جنابة أو ليقلب زوجته إلى بيتها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية لما جاءته تزوره في معتكفه صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج لتشييع جنازة؛ لأنها فرض على الكفاية إذا قام بها البعض سقط الإثم عن الآخرين، ولا يخرج لعيادة مريض كما قال العلماء، إنما يخرج لهذه الأشياء التي ذكرت، وينبغي على المعتكف أن يلازم الطاعة، والأصل في الاعتكاف الانفراد والاعتزال إلا في العبادات الجماعية، كصلاة الجماعة وغيرها؛ لأن البعض من إخواننا في الاعتكاف الجماعي طوال النهار تراه في لغو حتى غروب الشمس، هذا ليس باعتكاف وإنما هو اعتلاف، فلابد أن تقيم خباء لنفسك، وتنفرد بالذكر والطاعة والصلاة والاستغفار على قدر إمكانك، إلا في أوقات العبادات الجماعية فينبغي لك أن تكون معهم، ويجوز الاعتكاف في كل مسجد تؤدى فيه صلاة الجمعة والجماعات، وهذا رأي الجمهور.