[آداب الدعاء]
وللدعاء آداب ينبغي أن نراعيها: أولاً: أن نلتمس أوقات الإجابة في الدعاء، وأوقات الإجابة عدها بعض العلماء ست: ١ - عند النداء.
٢ - بين النداء والإقامة.
٣ - في الثلث الأخير من الليل.
٤ - عند صعود الإمام إلى المنبر في يوم الجمعة حتى نزوله وحتى انقضاء الصلاة.
٥ - آخر ساعة من نهار يوم الجمعة، فقد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن يوم الجمعة فيه ساعة إجابة.
٦ - أدبار الصلوات المكتوبة.
ثانياً: الذل والخضوع والانحناء والانكسار بين يدي الله عز وجل.
ثالثاً: الطهارة واستقبال القبلة.
رابعاً: حمد الله والثناء عليه.
خامساً: الصلاة على سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مفتاح قبول الدعاء.
سادساً: البدء بدعاء المكروب والملهوف والمهموم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل به كرب يقول: (لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم) فيستجير بالله عز وجل، وكذلك كان دعاء يونس: {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:٨٧].
قالوا: (يا رسول الله! أهي ليونس خاصة أم لنا عامة؟ قال: اقرءوا قول الله: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:٨٨]).
وفي الحديث: (ما أصاب أحد من هم) فكلنا لنا هموم، كلنا عندنا بلاءات متعددة على اختلاف أنواعها، فإذا نزل بك الهم قل: (اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أو علمته أحداً من عبادك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همي، ونور صدري فمن قال ذلك الدعاء فرّج الله همه)، ثم ادع باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب.
ومن حكمة الله ورحمته بنا أن أخفى اسمه الأعظم في أسمائه الحسنى، حتى ندعوه بكل أسمائه، والأحاديث متعددة في بيان ما هو اسم الله الأعظم، فحديث يقول: الرحمن الرحيم.
وآخر يقول: لا إله إلا هو رب العرش العظيم.
وآخر يقول: اسم الله الأعظم في ثلاث آيات من القرآن: البقرة، وآل عمران، وطه كما رواه الحاكم، قال القاسم راوي الحديث: فنظرت في البقرة فوجدته في قول الله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:٢٥٥]، وفي طه: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه:١١١]، وفي آل عمران: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [آل عمران:٢].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث).
ثم تجمع القلب على الدعاء، وبعد ذلك تختم بالاستغفار والتوبة والإنابة، فلا يمكن أن يتخلف الدعاء عن الإجابة إلا إذا كان لحكمة يعلمها الله.