[بعض الأحاديث النبوية الواردة في العفة]
جاءت أحاديث في العفة كثيرة، ومنها: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).
وحديث الطبراني: (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم).
حديث آخر عند الترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف).
أذكر هذا الحديث لإخواني؛ لأن البعض يقول: أنا لا أملك إلا خمسة آلاف جنيه الآن، أأتقدم للزواج أم لا؟ أقول له: توكل على الله وأقدم، فإنك ستجد الخمسة آلاف تحولت إلى خمسين ألفاً؛ لأن رسول الله قال: (الناكح الذي يريد العفاف)، فأنت تدق الباب وتريد أن تعف نفسك، فالله عز وجل يفتح لك السبل والطرق؛ طالما أنك تريد العفاف.
وعند الترمذي: (عرض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه).
وحديث آخر في البخاري: (ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان، واللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف).
وحديث عند البخاري ومسلم: (قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق الليلة على سارق)، والبخاري ذكر هذا الحديث في كتاب الزكاة، وسأذكره لأنك ستخرج يوماً بصدقتك تبحث عمن يقبلها فلا تجد، وذلك عندما يفيض المال في آخر الزمان ويقول لك الفقير: لو جئت بالأمس لقبلت منك، أما الآن فلا حاجة لي به.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، وقال: (والصدقة برهان).
وهكذا خرج الرجل بصدقته فوضعها في يد من لا يعرف، فقيل: (تصدق اليوم على سارق، فقال: لأتصدقن الليلة بصدقة، فوضعها في يد زانية، فأصبح الناس يقولون: تصدق الليلة على زانية، فقال الرجل: لأتصدقن الليلة بصدقة، فوضعها في يد غني، فأصبح الناس يتحدثون: تصدق الليلة على غني، فبينما هو نائم إذ جاءه من الله البشرى قال له: أما صدقتك على سارق، فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله).
وفي الحديث الآخر: أن صحابياً جليلاً أخرج صدقته إلى وكيله في المسجد، والبخاري بوب في كتاب الزكاة: باب من تصدق على ولده وهو لا يعلم، مثاله: جئت إلى مسجد العزيز فأعطيت الصدقة لإمام مسجد، فقلت له: أنت وكيلي في إخراج الصدقة في مصارف الزكاة، فجاء ولد المتصدق وأخذ صدقة والده، ثم عاد بها إلى البيت، والحديث صحيح أورده النووي في رياض الصالحين، ولعله في السنن، فلما جاء إلى والده رأى الدنانير في يده، فقال له: هذه دنانيري، ما أردتك يا ولدي! أنت لا تستحق الصدقة، ولا يجوز لي أن أخرج صدقتي على ابني؛ لأنه فرع، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (لك ما نويت يا يزيد! ولك ما أخذت يا معن)، فهذا يشير إلى أن الصدقة تقع على حسب نية صاحبها.
وجاء في صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي، ثم أرفعها لآكلها، فأخشى أن تكون صدقة فألقيها).
وحديث آخر في البخاري: (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق فقال: لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها).