للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«وإذا مرِض فعده»؛ أي: فزره في مرضه؛ للتخفيف عليه، والدعاء له بالشفاء والعافية.

«وإذا مات فاتبعه»؛ أي: فاتبع جنازته، وشيِّعه؛ للصلاة عليه، ودفنه، والدعاء له بالمغفرة والثبات.

وهذه الحقوق الست من أهم حقوق المسلم على المسلم، وهناك حقوق كثيرة في الإسلام على المسلم تجاه إخوانه المسلمين، دل عليها القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، من أهمها ما يلي:

أولًا: أن يعمل كل مسلم على تحقيق الأخوة الإسلامية فيما بينه وبين إخوانه المسلمين، كما أراد الله -عز وجل-؛ محبة، ومودة، وولاء، وإيثارًا، بحيث يشعر كل منهم بأنه جزء من كيان واحد، وأن أخوة الإسلام فوق كل أخوة، بما في ذلك أخوة النسب، والقرابة، والعائلة، والقبيلة، وغير ذلك.

قال الله -عز وجل-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم، وتراحُمِهم، وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمَّى» (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن المؤمن للمؤمن كالبُنيان يشد بعضه بعضًا» وشبك أصابعه (٣)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه» (٤).


(١) سبق تخريجه.
(٢) أخرجه البخاري في الأدب (٦٠١١)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٦)، وأحمد ٤/ ٢٧٠ (١٨٣٧٣) من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما-.
(٣) أخرجه البخاري في الصلاة (٤٨١)، ومسلم في البر (٢٥٨٥)، والنسائي في الزكاة (٢٥٦٠)، والترمذي في البر والصلة (١٩٢٨)، وأحمد ٤/ ٤٠٤ (١٩٦٢٤) من حديث أبي موسى الأشعري رضي لله عنه.
(٤) أخرجه البخاري في الإيمان (١٣)، ومسلم في الإيمان (٤٥)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (٥٠١٦، ٥٠١٧)، والترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع (٢٥١٥)، وابن ماجه في المقدمة (٦٦)، وأحمد ٣/ ٢٠٦ (١٣١٤٦) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>