للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبشاشة والابتسامة من أول مظاهر حسن الخلق، وأعظمها، وأفضلها، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من شيء أثقل في الميزانِ من حُسنِ الخُلُق» (١)، فخذ من هذا الخلق العظيم أكبر نصيب، تَسعَدْ في دينك، ودنياك، وأخراك.

ثالثًا: تعاونهم أفرادًا وجماعاتٍ على البر والتقوى، وعلى التواصي بالحق، والدعوة إلى الخير، والاعتصام بحبل الله جميعًا، وعدم التفرق؛ قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: ٢]، وقال تعالى: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].

وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: ١٠٣].

فيجب على المسلمين جميعًا الاجتماع على الحق، والعمل على تحقيق عبودية الله تعالى في الأرض وطاعته، وعلى كل ما من شأنه رفع راية الإسلام، ونشره، والدفاع عنه، ونصرة المسلمين، وقوتهم، ووحدتهم؛ فالاختلاف والتفرق داء وبيل، وشر مستطير، يهدم كيان الأمة، ويُذهِب ريحها؛ قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: ١٠٥]، وقال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» (٢).

فلا يجوز لمسلم- يشهد أنْ لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله- أن يشِذ عن هذا، ويتخلى عن إخوانه المسلمين، ويغرد خارج السرب؛ كما يقولون، فـ «يد الله مع الجماعة،


(١) أخرجه أبو داود في الأدب (٤٧٩٩)، والترمذي في البر والصلة (٢٠٠٣) من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «غريب من هذا الوجه». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٨٧٦).
(٢) أخرجه مسلم في الذكر والدعاء (٢٦٩٩)، وأبو داود في الأدب (٤٩٤٦)، والترمذي في الحدود (١٤٢٥)، وابن ماجه في المقدمة (٢٢٥)، وأحمد ٢/ ٢٥٢ (٧٤٢٧) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>