للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: ١١٤].

كما حذر -صلى الله عليه وسلم- من فساد ذات البين بين المسلمين، وقال: «هي الحالقة، لا أقول: تحلِق الشعر، ولكن تحلق الدين» (١).

وقد جعل الإسلام سهمًا من الزكاة للغارمين في سبيل إصلاح ذات البين من المسلمين؛ تشجيعًا لهم على هذا العمل النبيل الجليل.

فاحرص أخي المسلم على إصلاح ذات البَين بين المسلمين ما استطعتَ إلى ذلك سبيلًا، واحمِلْ همَّ إخوانك المسلمين، كما تحمل هم نفسك، وأبشر بالخير إن شاء الله تعالى.

واحذَرْ كلَّ الحذر أن تكون ممن لا يعنيه شأن إخوانه المسلمين، لا في قليل ولا كثير.

خامسًا: أن يحرص كل مسلم ويجتهد ما استطاع على سلامة قلبه على إخوانه المسلمين، ويبتعد كل البعد عن الاعتداء على أحدٍ من إخوانه بدم، أو مال، أو عرض، ويحذر كل الحذر مما يعكر صفو الأخوة بينه وبين إخوانه المسلمين؛ من السخرية، واللمز، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، والتجسس، والتحاسد، والتباغض، والتدابر، والتهاجر، والاحتقار، ونحو ذلك.

قال الله -عز وجل-: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨، ٨٩]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: ١١، ١٢].

وقال -صلى الله عليه وسلم- في خطبته في حجة الوداع: «إن دماءَكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام كحُرمة يومكم هذا، في شهرِكم هذا، في بَلَدِكم هذا، ألا هل بلغتُ، ألا هل بلغتُ،


(١) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>