للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠ يرفع رأسه مكبرًا، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها، وينصِب رجله اليمنى ويضع يديه على فخِذيه وركبتيه (١)، ويقول: «ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي، اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني واهدني واجبُرني» (٢)، ويطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فَقَار إلى مكانه، كاعتداله بعد الركوع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يطيل اعتداله بعد الركوع، وبين السجدتين.

١١ يسجد السجدة الثانية مكبرًا، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى.

١٢ يرفع رأسه مكبرًا، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين، وتسمى جلسة الاستراحة، وهي مستحبة في أصح قولي العلماء، وإن تركها فلا حرج، وليس فيها ذكر ولا دعاء (٣)، ثم ينهض قائمًا إلى الركعة الثانية معتمدًا على ركبتيه (٤) إن تيسر ذلك، وإن شق عليه اعتمد على الأرض بيديه، ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن


(١) قال ابن القيم: «ثم كان -صلى الله عليه وسلم- يرفع رأسه مكبرًا، غير رافع يديه، ويرفع من السجود رأسه قبل يديه، ثم يجلس مفترشًا، يفرش رجله اليسرى ويجلس عليها، وينصِب اليمنى، وكان يضع يديه على فخِذيه، ويجعل مِرفَقه على فخِذه، وطرف يده على ركبته، ويقبض ثِنتينِ من أصابعه، ويحلِّق حلْقة، ثم يرفع أصبعه يدعو بها ويحركها». «زاد المعاد» ١/ ٢٣٨. وبنحوٍ من هذا قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في رسالته في صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(٢) أخرجه البخاري في الأذان (٨٢٢)، ومسلم في الصلاة (٤٩٣)، والنسائي في التطبيق (١١١٠) من حديث أنس -رضي الله عنه-.
(٣) اختلف العلماء في جلسة الاستراحة؛ فمنهم من يرى أنها مستحبة، ومنهم من يرى أنها تُفعل عند الحاجة، وغير ذلك. انظر: «زاد المعاد» ١/ ٢٤٠ - ٢٤٢.
(٤) قال العثيمين: «ثم ينهض للركعة الثانية معتمدًا على ركبتيه بدون جلوس»؛ أي: بدون جلسة استراحة. وقال الألباني: «ثم ينهض معتمدًا على الأرض بيديه المقبوضتين، كما يقبضهما العاجن إلى الركعة الثانية» فِقرة (١٢٥).

<<  <   >  >>